نجيب سعد البطاينة (نجيب الحوراني) تاريخنا الذي لا يريدون أن نعرفه

22 يونيو 2022
نجيب سعد البطاينة (نجيب الحوراني) تاريخنا الذي لا يريدون أن نعرفه

د.علي عبدالسلام المحارمة

لا زلنا نتلمس مواطن الضعف في سرد تاريخنا وحضارتنا؛ وذاك الاختلال الكبير بالتنكر لأبطال لو ولدوا في غير هذه الرحاب لكانوا بمثابة أساطير تتغنى بها الأجيال…
وسوف أقوم بتقديم ما في جعبتي وحصيلتي المتواضعة في البحث والتحرّي عن بعض هؤلاء الأبطال على شكل إضاءات هي بمثابة دعوة لكتّابنا ومؤرخينا وباحثينا لمزيد من البحث وتراجم هؤلاء الأساطين؛ الذين لا يمكن لنا فهم تاريخنا الأردني وحضارتنا واسهامنا بالمحتوى القومي العربي دون معرفة وفهم تاريخهم وبطولاتهم ومواقفهم المشرّفة للعرب جميعاً.
ومن هؤلاء ذاك الشهيد البطل الربداوي الحوراني الذي قدم روحه زكية للدفاع عن طهارة الحمى العربي على بعد آلاف الأميال عن مسقط رأسه (البارحة) في اربد…
إنه القائد البطل الشجاع نجيب بن الشيخ سعد البطاينة، والذي عرف في ليبيا بنجيب الحوراني، حيث خفّ الخطى مسرعاً لنصرة اخوته الليبيين في دفاعهم عن بلادهم ضد الغزو الإيطالي، وقد خاض العديد من المعارك وقاد المجاهدين الليبيين بكل كفاءة واقتدار في مواقع كثيرة كبّد بها الايطاليين الخسائر الباهظة، وأصيب عدة مرات في رحى المعارك إصابات في انحاء متعددة من جسده الطاهر، حتى لقي وجه ربه مقبلاً غير مدبر في معركة (مسوس) في الجبل الأخضر، تلك المعركة التي حشد لها الطليان كل ما في جعبتهم من عتاد ورجال للثأر من نجيب الذي فتك بهم خلال المعارك التي سبقتها على امتداد العام 1914، ومنها: معركة الكراديسي التي قتل بها من الغزاة الطليان ما يقارب 300 جندي وقائد، ومعركة سيدي كريك القرباع التي قتل بها 72 جندياً وسبعة من أهم قادة الطليان.
وحتى اليوم، لا زال الأشقاء الليبيون يخلدون البطاينة ابن الأردن الشهم النبيل بذاكرتهم، ويطلقون اسمه على أهم الشوارع والميادين، وقد رثاه قادتهم وشعراؤهم وسادتهم عبر العقود.
ونجيب البطاينة حالة لطالما تكررت في الوجدان العربي؛ حيث كان الأردنيون على الدوام رأس لحربة العرب في مواجهة الغزاة على امتداد الوطن العربي من رأس مسندم شرقاً حتى مصب نهر السنغال غرباً مروراً بحروبنا الأزلية مع الصهاينة وعملائهم…
ويحق لنا كأردنيين بأن تفاخر الدنيا أن أبطالنا قد سطّروا بتاريخ العروبة وأمجادها أجمل وأنصع الصفحات بحروف كتبت بالدماء الزكيّة المفعمة حتى اليوم بالحياة…

د.علي عبدالسلام المحارمة /سحاب