ديناصورات في دفاع مستميت عن الذات

14 يونيو 2022
ديناصورات في دفاع مستميت عن الذات

بسام الياسين

شخصيات تفرعنت اثناء الوظيفة.انجازاتها معدومة وتبريراتها مرفوضة.رغم ما يحيط بها من علامات استفهام،ما انفكت تتغنى بطهارتها كأنها من مواليد المدينة الفاضلة،وتلاميذ مدرسة افلاطون المثالية.في حياتها، لم تسفح قطرة عرق واحدة لكنها تنعمت بخيرات البلد لاقصى مدى.مقوماتها قدرتها على علك الكلام والتظاهر بوجعها على المعذبين،حتى تحسبها انها منسولة من صلب ابن الخطاب رائد العدالة،و مستنسخة عن عمر بن عبد العزيز في التقشف والحرص على ” مال الخزينة “.

شريحة موظفين ثرية تمتلك القصور،وتحتل الصفوف الاولى في المراكز العليا.ناهيك عن الشركات والعقارات والارصدة متعددة الخانات فيما الاكثرية لا تحظى من الكعكة الا بالرائحة ؟!. اللافت ان جلهم ،لم يكن وارثاً يوماً،فمن اين لكم هذا يا سادة ؟!.المفارقة انهم يستحوذون على المناطق الاغلى و المواقع الارقى،ويشّيدون فيلاتهم على قمم العالية كالقلاع الرومانية،فيما ابناؤهم،ومن بعدهم الاحفاد يهيمنون على المراكز الحساسة .

هل هم من جِبِلةٍ ارقى و طينة انقى ام هي المحسوبية ؟!.هل هم خيرة الخيرة المختارة، لتتولى امورنا وتركب على ظهورنا ام في الامر إنَّ ؟ّ! مع معرفتنا اليقينية انهم عجزة،دخلوا سن اليأس،وانتهت صلاحياتهم، ولو طلوا وجوههم بكل المساحيق التجميلية،وشفطوا بطونهم المتهدلة واردافهم المترهلة.

اليس مدعاة للتساؤل  كيف اثروا، مع ان دائرة الافتاء افتت ،بجواز الزكاة للموظف، و احلت  له الصدقة ؟!.فكيف إمتلك قصراً على رابية،اسطول سيارات فارهة،ارصدة لا يعلم خاناتها الا الله؟!.الا تقع هذه المسألة في باب الشك والريبة ؟!. يتهموننا اننا اتهاميون ،عدميون، إنطباعيون. حسناً،فمن باب الرياضة الذهنية، ان جُلَّ هؤلاء ـ مثلنا وحارتنا ضيقة نعرف بعضنا بعضا ـفمن اين هبطت هذه النعم كلها في فترة قياسية مدهشة،من دون ان تتشقق ايديهم او تغبرّ احذيتهم، وتلك استحالة مطلقة،فلماذا لا يقدم واحد للقضاء من باب الشبهة ام انهم ـ كلهم ـ من ابناء الداية .

الانسان خليفة الله على الارض .مكلف بالعبادة و الاعمار ومساعدة عباد الله. “الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله”. وها هي شوارعنا تعج بالمتسولين،اما المحتاجون الذين تحسبهم اغنياء من التعفف فهم اكثرية يؤثرون الصمت.فهلا احترمتم انسانيتهم وحفظتم ماء وجوههم، بدل هواية مراكمة المال والمناصب التي ادمنتم عليها،ظناً ان في العلو الدنيوي خلودا.هذا يدل بالقطع قصر نظر و بؤس تفكير،تماماً كمن يطارد خيط دخان في يوم عاصف.فارجعوا لله يرحمكم الله،فما بين ظلمة الرحم وظلمة القبر،فسحة ضوء ورحلة عقلية مدهشة تمنح المتدبر فرصة التفكر، بايات الله والعمل على سعادة الدارين.فهديناه اما خير يقود للجنة او عمى يحرف بصيرتك،يزيغ بصرك الحقائق الجلية،فتركب عربة ابليس الى جهنم مسلوب الارادة اعمى:ـ ” قال رب لِمَ حشرتني اعمى وقد كنت بصير* قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها * وكذلك اليوم تُنسى “.

فلا تتنافخوا علينا او تنتفخوا امامنا…” غزة دبوس ” كفيلة بتنفيسكم.التنفيس اذاً، افضل طريقة للخلاص من البالونات المنفوخة.لذلك، لا اشتط بالقول ان قلت :ـ اننا نعيش فاجعة،كارثة،جائحة،مأساة،وقد اكتملت اركانها الاربعة،حيث تجلت عندنا،كما لم تتجل في اي منطقة اخرى.فالايام دول والزمن لا يؤمن عواقبة.