المجالي يكتب: قراءة في خطاب شهير للمغفور له الملك الحسين في 19 شباط 1986

11 يونيو 2022
المجالي يكتب: قراءة في خطاب شهير للمغفور له الملك الحسين في 19 شباط 1986

 

التاريخ يتحث عن الحاضر و المستقبل
جزء من خطاب شهير للمغفور له الملك الحسين في 19 شباط 1986
لنعيد قراءته ……
كل يوم مضى كان فيه فرصة الى ان وصلنا الى حالة التلاشي

بكر خازر المجالي

لا بد من اعادة قراءة وقائع الاحداث ، واستجلاء الحقائق ، ولندرك اننا وصلنا الان الى غاية التعقيد في سبيل الوصول الى حل لقضيتنا الاساسية الاولى فلسطين والقدس ، ولكن هل كانت هناك جهود كبيرة ودقيقة سابقة في سبيل الوصول الى حل يقبله الجميع ؟ بمعنى كلما رجعنا للخلف كان الوضع افضل ،
ما هي المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية من بعد حرب حزيران 67 وللان ؟
هل اقتربنا احيانا من الحل ثم لنفقد السبيل وتضيع الفرصة وما السبب في ذلك دائما ؟
المواقف والمحطات والمقترحات كثيرة ضاعت بين السياسة الاسرائيلية التي لا ترغب بالتنازل عن اي جزء من القدس ، والسياسة العربية التي اتسمت بالتزمت والتشدد ، ففقدنا اية نقاط التقاء او حلول وسطية او اي تقارب بوجهات النظر . بمعنى انه لم تكن هناك تلك الرغبة في الوصول الى حل فالجميع لديه مصلحة بالتعقيد .
لا نشير الى هذه المواقف فقط من خلال مجريات المباحثات المتعثرة دوما بل لندرك ان الاردن كان الحاضر دائما ويحاول ان يصل الى الحل المقبول على قاعدة اننا نواجه عدوا شرسا وما نتمكن من تحصيله هو نصر بحد عينه .
المفغور له الملك الحسين كان الصوت العربي الواضح والجريء ويضع الامور بمسارها الصحيح ويصف الاحداث بواقعية شفافة مقابل التنكر والتردد واختلاف الاراء ،ومن الغرابة ان بعض الاجتماعات يكون فيها اصحاب القرار موجودين ، ولكن عند الحاجة لاتخاذ قرار يتذرعون بانهم سيرجعون الى قيادتهم /كيف ؟ وهم اصلا القيادة ؟؟ هذا نموذج بسيط .
اوضح المغفور له مسار القضية في عدة خطابات له في مؤتمرات القمة خاصة قمة الرباط، ولكن بعد ان كان اليأس من تحقيق اي هدف او تقدم القى جلالته يرحمه الله خطابا يوم 19 شباط 1986 وجهه الى الاردنيين والى العرب والشعب الفلسطيني واحتوى الخطاب على 42 صفحة ، استعرض فيه بواقعية مسار القضية وكانت الصراحة وشرح الحال هو الصفة لهذا الخطاب القومي ، وكنموذج مما ورد في الخطاب وتوضيح اسلوبه ونهجه اقتبس هذه الفقرة حول القدس التي نشبعها خطبا وشعرا وغناء :
“””””” ما الذي نفعله للقدس والمقدسات التي نتباكى عليها ليل نهار، وفي كل مناسبة وعيد؟ هل ينقذها الحيز الذي تحظى به في أدعيتنا وابتهالاتنا؟
وهل يحميها من الخطر الداهم التغني بتاريخها ومعمارها؟
بل ما الذي نقدمه للقدس وللمسجد، وللأرض وللشعب غير دراهم معدودة تتناقص مع كل عام، وشعارات رنانة براقة بعد كل مؤتمر واجتماع، وعبارات محكمة طنانة في كل تصريح وبيان، وخلاصة المجادلات والمهاترات بين المجموعات المتنازعة، ورسائل اليأس الصادرة عن التمزق العربي؟””””

وانهى جلالته الخطاب يعبارة فيه يتلخص الالم والمعاناة بقوله :
اللهم اشهد أني قد بلّغت
اللهم اشهد أني قد بلّغت
اللهم اشهد أني قد بلّغت
والله المستعان