المعلم السواعير يرد على تلميذه امين عام وزارة التربية والذي قبله على رأسه

2 يونيو 2022
المعلم السواعير يرد على تلميذه امين عام وزارة التربية والذي قبله على رأسه

وطنا اليوم:الصّدفةُ والبَساطةُ جَمَعتنِي بِكَ صَباحَ يَومٍ جَميلٍ ،
كَما جَمَعَتنا ذاتَ زمانٍ مُختَلِفٍ ، مع الحاضِرِ الغائبِ ( أبي قتيبةَ ) رَحِمَهُ اللهُ وجَعَلَ الجَنّةَ مَأواهُ ، وزادَ جَمالَهُ وألَقَهُ حُضورُكَ البَهِيُّ، وبَوحُكَ النّقِيُّ ، بِلا تَكَلّفٍ ولا تَصَنُّعٍ ، فَخَرجَ الّلقاءُ على سَجِيَّتِهِ ولم يُخدَش بِما لا يَليقُ .

في كلّ مَرّةٍ تُحَمّلُني دَيناً جَديداً ، وأنا لم أسَدِّد دُيوناً سابِقَة ، فكيفَ لي أن أَستمِرَّ مَعَ ثِقَلِ الدّيونِ وتَراكُمِ الشّجونِ ، ولو كانت دُيوناً مادّيةً أو شَفَويةً لأوفَيتُها مُنذُ زَمَنٍ، ولكنّ دُيونَكَ لم أستَطِع سَدادَها ولَن أستطيعَ جَدوَلَتَها .

أيها الشّابُّ الأسمرُ الأغرُّ ، بالرّغمِ من هَواءِ ( الهَوّايَةِ ) النّقِيّ، ولَفحَةِ شَمسِها غيرِ الحارِقة، رأيتُ في مَلامِحَكَ صورةَ( منصور العقيل ) بِكلّ تَفاصيلِها،
رأيتُ ذلكَ الزّمنَ الجميلَ والمُغَمّسَ بتُرابِ (المُشقّرِ ) ومِياهِ ( الفضيلي )، رأيتُ ألمَهُ وصَبرَهُ، حُزنَهُ وفَرَحَهُ، طِيبَهُ وعَفوِيّتَهُ، هُدوءَهُ وبَساطَتَهُ، سُموَّ نَفسِهِ وأخلاقِهِ ،(منصور العقيل )الّذي أعرفُهُ ولا أعرِفُهُ !!!
عَرفتُهُ في خَريفِ العُمرِ، ولم تَغِب صورتُه عن مُخَيّلَتي، بل رُسِمَت في الذّاكرةِ والوُجدان،
أراها كُلّما هاجَت بِيَ الذّكرى ،وطافَ بِيَ الحَنين .
ولا أعرفُهُ ؛؛؛
لم أسمَع من قَبلُ ومن بَعدُ أنّهُ نَكثَ عَهداً ، أو أخلفَ وَعداً ، أو قَطَعَ رَحماً أو سارَ في صُفوفِ المُطبّلينً، أو تَقوقَعَ في سَراديبِ المُنافقين ، بِشهادَةِ القُرومِ والخُصوم والبعيدِ والقَريب ،فسلامٌ على روحهِ الطّاهرة، معَ كلّ تكبيرةٍ وأذان .

أيّها المُتَربّعُ في سُويداءِ القلب ،
الّذي عَلّمنٍي علّمَكَ !!!
مُعلّمونا الأوائلُ ، وآباؤُنا الأفاضِلُ ؛؛؛
هُم – وَحدَهم – من صَنعوا المجدَ،
وصَدقوا الوَعدَ، وبنوا وطناً من لا شيء ،
فأصبَحَ كلّ شيء !!!

أيُّها المُعلّمُ الفاضِلُ ، والتّلميذُ النّجيب ؛؛؛
أوً تًظنُّ أنّني أستطيعُ أن أختصرَ حَديثاً
عنكَ بهذهِ العُجالة ؟!!!
وأقسٍمُ لولا خَوفي من أن يَملّ
الأحبّةُ المُحترمونَ من مُتابَعةِ
القراءةِ والمَشهد ، لما اكتَفيتُ بروايةٍ
ومُجَلّدات لكي أصِلَ إلى
جُزءٍ بسيطٍ ممّا تَستَحقّ ،
والأهمُّ من ذلك أنّكَ وإن تآمرتَ عليّ
مع( عبّود وإيناس )، فلن تغلِبَني
ما دُمتُ مُستَنداً إلى …
(إرثِ منصور، وكَرامةِمنصور ،وأنَفَةِ منصور )
اّلذي سَيبقى شاهِدَ عَيانٍ
على وصولكَ إلى بَرّ الأمان .

ومع أنّني” أسَلٍّكُ ” نفسي في الّلغةٍ بالقَدَرٍ الّذي أستطيعُ أن أحمِيَ نفسي، من أن الحَنَ بها ،
أو من تَشَفّيكَ و(شبلي المناعسة )
إن أخطأتُ من غيرِ قصد .
أيُّها المُتَفَرّدُ المُتَميّزُ …
سأعترفُ لك اعترافاً أنّني عَجزتُ
عن انتقاءِ ما يليقُ بكَ من الجُملِ والكلماتِ
والحُروف، ولم تُسعفنِي ذاكرتي القَديمةُ ،
وحاضِري المُتشعّبُ من الإيفاءِ ولو جزءاً
يَسيراً من حَقّكَ عًليّ .

أيّها الكبيرُ …
بِخُلُقِهِ ونُبلِهِ وطِيبِه ونَقاءِ سَريرَتِهِ ،
سَتبقى عَلامَةً فارِقَةً في قَبيلتٍكَ الغراء ،
ومَناراً يُستضاءُ بهٍ من أهلِ العلمِ والمَعرفة ،
وعَلَماً من أعلامِ التّربيةِ والتّعليم ،
وإذا أردتَ طبخَةَ (الرّشوف )
فَعليكَ إحضارَ الجميدَ الكركيّ
والسّمنَ البلقاويّ ،
وإلّا فقلّايةُ البندورةِ بانتظاركَ ،
حَفِظكَ اللهُ وسدّدَ على
طَريقِ الخَيرِ خُطاك ، وأمَدّ في عُمركَ ،
وباركَ لكَ في وَلدكَ ومالِكَ وذرّيتٍك .

محمد عبدالرزاق السواعير