بقلم: الدكتور أحمد الشناق
من سيرة الرئيس المكلف بشر الخصاونة ، أنه ليس من جماعة البنوك والتفكير المالي في إدارة شؤون الدولة ، ولا ينتمي لتيار الليبرالية وشعاراتها ، التي لم تتجاوز الأصحاب والأصدقاء وصالون مغلق ،والأقرب للتنفيع وتصريحات حالمة ليس لها من حيز في الواقع السياسي والإجتماعي الأردني .
ولا ينتمي لتيار الخصخصة التي اطاحت بدور الدولة الناجح بالمشاريع الوطنية الكبرى ، وهذا التيار أوجد ، حالة من الانفصال بين المجتمع والدولة ، بقفزة غير محسوبة لدور الدولة الريعي والوظيفي مع المجتمع ، بإقتصاد دولة نامية تعتمد على منح ومساعدات ، فنشأ إقتصاد المدينة ، أشبه بنخبوية طبقية في مجتمع الغني والفقير .
– هل تكليف الخصاونة جاء ، لأنه الأقرب لرؤية الملك بالتوجه لنهج إقتصاد وطني مستقل ويعتمد على الذات ، ودور الدولة بالخدمات مع المواطنيين ، ولسياسي من أبناء الدبلوماسية الأردنية ، ولانه الأقرب لرؤية الملك للمنطقة والعالم والأردن ودوره بحضوره في مشهد إقليمي بالغ التعقيد .
وايضاً لإبن دولة ، ينتمي لعشيرة أردنية لها حضورها الإجتماعي ، وحضور في تاريخ الدولة السياسي .
– والسؤال ، هل خيار الملك لبشر الخصاونة ، ابن الدولة الاردنية ، هي عودة لتيار الدولة التاريخي من المحافظين ؟
حكومة الخصاونة وبرنامجها الإقتصادي والإجتماعي وموقفها السياسي من متطلبات المرحلة بإستحقاقاتها السياسية ، بقراءة أولية ، تنبئ بعودة تيار الدولة المحافظ ، وهو التيار الذي يتحمل تاريخياً ، مسؤولية المهمات الصعبة في الظروف الإستثنائية والمراحل الحرجة من عمر الوطن .
– فهل ينجح بشر الخصاونة ، بترجمة رؤية ملك ، ويتحمل مسؤولية إرث التيار المحافظ التاريخي مع مؤسسة العرش والشعب الأردني وبما يحفظ الكيان والنظام محفوفاً بالكرامة والبقاء .