د. ايمان الشمايلة الصرايرة
الدائرة التي دخلنا فيها، تكاد تُنسينا أفق الصعود، لا بل أنستنا كيف وصلنا وطرقنا باب الأمل الذي حصدنا منه الكثير، نوافذ مغلقة وأبواب لا تجد من يسمع طرقها، بل حتى صوت النعال كِدت تنساه عند ما يمر شخص بدل أن يمر المئات في تلك الطريق التي كُنت لا تملك موقع قدم فيها، أصبحت تعرف كل الزوايا بميزاتها لان صدى صوتها خالط صدى صوتك عندما مررت فيها، لأول مرة تعرف ميزة صوتك، أكاد أجزم أنك تقول لنفسك هل أضعت الطريق؟ أم أنني أمشي وحيداً فيه؟، حتى أقلامنا كادت تنسى كتابة الكلمات، فاعتذرنا بأننا أصبحنا لا نتحكم فيها، لعلها تغيرات كونية بل نواتج وأفعال بشرية، بل تقديرات ربانية، يا جالساً في طريق تنتظر القادمين، رويداً رويداً فسوف تنتظر المزيد المزيد، تحولت مسارات أقلامنا بل تاهت في بحر الكتابة لشدة هول الموقف الذي أدخلها بدوائر متعددة تلف حول نفسها ثم ترجع الى بدايتها، لانها حارت أن تكتب في زمن أصبح المستقبل مجهولاً والأهداف ليس لها معنى، والأمل واقف مكانه لا يعرف أين يتجه لضياع بوصلته التي كانت تحدد له الاتجاه، حتى النيازك التي كنا نفرح لرؤيتها تحولت من مسارها الى كواكب أخرى لأنها وجدت أنها في عالم مجهول.
لن أقول لك أكمل بنفس الطريق، بل علينا تحديد مسارات أخرى جديدة، لأن الدلائل تشير أن خارطة طريقك سوف تختلف تماماً، بل سوف يكون لها وجه جديدٌ، فعليك تفصيله من الان ليتأقلم مع معالم الكون الجديدة على أن تكون مرنة قابلة للتغير والتعديل وقابلة للتأقلم مع شتى الظروف القادمة مهما كانت درجة قساوتها.
أظنك قادر، فاشحن همتك، ولا تنس أنك خُلقت في كبد، إذا هي طريق حُملت بالصعوبات والمشاق، ولكنني واثقةٌ أنك قادرٌ على أن تكملها