جنون الأسعار يضرب الأسواق الأردنية .. أين تكمن الاسباب

28 مارس 2022
جنون الأسعار يضرب الأسواق الأردنية .. أين تكمن الاسباب

وطنا اليوم:“أصبح الوضع لا يطاق بتدخل على محل لشراء بعض الحاجيات لمونة تكفي مدة 3 أيام وبتخرج بكيس بتحمله بأصبع واحد ثمنه 30 دينارا دون شراء المواد الأساسية للبيت”، بهذه القصة اختزل الموظف محمد رشيد واقع ارتفاع الأسعار الذي يئن المجتمع الأردني منه.
“صحن سلطة الخضار المكون من بندورة وخيار وفلفل حلو ونعنع وزيت وملح تفوق تكلفته طبق سلطة الفواكه الذي نحتفل عند تحضيره للأطفال”، وفق الستيني رشيد، الذي قال،: “الله يرحم أيام زمان كان الواحد يشتري مونة لبيته بعشرين دينارا لتكفيه طوال الشهر، بينما في الأيام الحالية فإن سعر كيلو البصل يتجاوز الـ70 قرشا”.
ورصد أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي قبل وصوله لتجار التجزئة وبيعه للمواطنين، ليظهر سعر كيلو البندورة بنصف دينار، وكيلو البطاطا بـ65 قرش، وكيلو البصل الناشف بـ30 قرش وكيلو الباذنجان بـ65 قرش، والخيار بـ70 قرشا، وكيلو الأسكدنيا بـ3 دنانير، وكيلو الليمون بدينار، وكيلو الموز بـ80 قرشا، وكيلو البرتقال أبو صرة بـ80 قرشا.
وتوقعت تقارير رسمية ودولية بارتفاع كبير في عدد الفقراء الأردنيين الذين تجاوزوا المليون بقليل قبل الجائحة، وكانوا يشكلون 15.7 % من المواطنين.
وصرحت الحكومة في وقت سابق على لسان وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة، بأن نسبة الفقر في الأردن وصلت إلى حوالي 24 % بعد الجائحة وذلك بصورة “مرحلية” وقبل تنفيذ مسح دخل ونفقات الأسرة الذي يتم الاعتماد عليه في استخراج معدلات الفقر، فيما كان البنك الدولي قد أشار إلى أن معدل الفقر الوطني ربما يرتفع حوالي 11 نقطة مئوية بالنسبة للأردنيين، ليصل إلى حوالي 27 %.
سائق السرفيس أسامة التميمي يبدي امتعاضه الشديد من غلاء الأسعار، متندرا على “أيام زمان”، ليقول: “أعمل طوال اليوم منذ فجة الضوء وحتى غروب الشمس لأدخر 8 دنانير لأشتري دجاجة واحدة وكيلو باذنجان وبندورة وأرز لتحضير لطبخة المقلوبة”، متسائلاً “هل يعقل أن نعمل طوال اليوم حتى نوفر ثمن طبخة المقلوبة؟”، مستذكرا أسعار أيام زمان.
ودعا التميمي وهو أب لأربعة أطفال، الحكومة إلى التدخل سريعا لتغيير سياستها في الضريبة وارتفاع الأسعار “الجنوني” بما يتواءم مع مداخيل المواطنين “لكي نستطيع العيش”.
ويقول التميمي إن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بشكل أصبح “لا يطاق”، ونحن لا نبحث عن كماليات الحياة إذ ان أسعار زيوت القلي ارتفعت بشكل كبير جدا إ لتجد سعر عبوة الزيت 18 لترا التي كانت تباع قبل أشهر بحوالي 20 دينار و”أيام العز” كانت تباع بـ3 دنانير واليوم بـ32 دينارا.
ويقول التميمي إن الأمر لا يتوقف على ارتفاع المواد الأساسية، مدللاً بذلك أن اسطوانة غاز الطبخ “كانت تستمر لـ35 يوما، أما الآن فهي لا تستمر أكثر من أسبوع”، مشككاً في وزن اسطوانة الغاز.
المتقاعد أبو أشرف والذي يتقاضى 580 دينارا راتبا تقاعديا يقول، “كنت أشتري كيلو اللحمة البلدي بدينارين ورطل البندورة نخب أول بعشرة قروش، ولم أفكر يوماً بمصروف المنزل في ذلك الوقت، لأن الأسعار كانت بمتناول أيدي الجميع، أما الآن فبات المواطن يحسب ألف حساب قبل أن يشتري كيلو اللحمة الذي أصبح سعره يتجاوز حوالي العشرة دنانير”.
وبين أن الطبقة الوسطى في المجتمع أصبحت تهبط تدريجياً إلى مستوى متقارب مع الطبقة الفقيرة، ما ينذر بحالة خطر جراء تراجع القدرات الشرائية لدى المواطنين، ويعمل على زيادة نسبة الفقر في المجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة، خصوصاً بين “أبنائنا من الشباب”، بحسب قوله.
وكانت دراسة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”؛ في آب (أغسطس) 2020 قد أشارت الى أن معدل دخل بعض الأسر في الأردن انخفض، وتضاعف عدد العائلات التي يقل دخلها الشهري عن 100 دينار أردني (140 دولارا) منذ انتشار جائحة كورونا.
وأضافت هذه الدراسة التي جاءت حول التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأطفال والشباب الأكثر هشاشة وأولياء أمورهم في الأردن خلال جائحة كورونا، أن 28 % من العائلات لديها تمويل يكفي لأسبوعين فقط لإعالة أنفسهم، وأن 68 % من العائلات تعطلت أعمالها بسبب الجائحة.
وأشارت الدراسة، التي شملت عائلات أردنية وسورية، إلى أن “28 % من الأطفال يذهبون إلى فراشهم جياعا أثناء حظر التجول، وانخفضت النسبة لتصل إلى 15 % بعد فك حظر التجول”