وطنا اليوم:شهدت المناطق الشرقية للمغرب، الاثنين، رياحا قوية محملة بغبار كثيف، مما تسبب في تغير لون السماء، مثيرا عددا من التساؤلات حول مصدر اللون البرتقالي الذي غطى حيزا كبيرا من سماء مناطق تقع في الحدود مع الجزائر.
وحسب مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عرفت مدينة وجدة (شرق)، هبوب رياح قوية محملة بالغبار، لدرجة أن سكان المدينة وجدوا صعوبة كبيرة في الرؤية والتنقل.
وأثار الغبار البرتقالي تساؤلات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع البعض إلى مقارنة الحالة الجوية بالمدن الشرقية، بالمناخ على سطح المريخ.
مصدر اللون البرتقالي
الخبير في المناخ والفاعل الجمعوي، محمد بنعبو، أكد أن “العاصفة الرملية التي عاشتها المنطقة الشرقية الاثنين 15 مارس 2022، هي ظاهرة جوية تتجلى في هبوب رياح عنيفة عرفتها المنطقة، تجاوزت 110 كيلومترات في الساعة، حيث تسببت في انكماش ونقل جزيئات الرمل في الغلاف الجوي، مما جعل المشهد بالمدينة يصبح برتقاليا واختلط ليلها بنهارها”.
وتابع الخبير أنه “من النادر أن تحدث مثل هذه الظاهرة بالمنطقة الشرقية، فهي شائعة في السهول الكبرى لأميركا الشمالية، وشبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى في إفريقيا وكذلك في مناطق أخرى قاحلة والمناطق شبه الصحراوية”.
وبحسب بنعبو فإن “السبب الرئيس لهذه الظاهرة المناخية هو المنخفضات الرطبة التي يعرفها المغرب منذ ليلة السبت-الأحد، حيث ولدت جبهات الطقس الشديدة رياحا قوية إلى عنيفة يصل قطرها إلى عدة مئات من الكيلومترات، قامت بنقل هذه الجزيئات الرملية إلى جبال الألب السويسرية عبر فرنسا وإسبانيا”.
وفي السياق ذاته، أكد الخبير محمد بنعبو أن هذه الظاهرة “لم تكن لها آثار سلبية على ساكنة مدينة وجدة أو المدن المجاورة، لكونها لم تدم طويلا، وقد تلتها تساقطات مطرية مهمة في اليوم ذاته مما أعاد الحياة إلى طبيعتها”.