بيئة التعلم والتعليم في ظل الترهل الإداري!

15 مارس 2022
بيئة التعلم والتعليم في ظل الترهل الإداري!

بقلم الأستاذ الدكتور تركي بني خالد

لا يصلح شأن التعلم ما دامت هناك شكوى قد تكون مريرة من حيف الترهل أو ربما التعسف الإداري. ولن يستقيم شأن التعلم والتعليم ما دامت بيئات المدارس والجامعات ورياض الأطفال تعاني من قسوة الظروف التي يتسبب بها أولئك المترهلون والمترهلات!

بيئة التعلم والتعليم ليست فقط مادية بل تتعدى ذلك لتشمل البيئات النفسية والاجتماعية والثقافية. وبرأيي فان التعلم لن يتحقق بشكل نرضى عنه إلا إذا توفرت ضمانات كافية بتوفير الحدود الدنيا المقبولة من هذه البيئات والتي تكون في الغالب من مسؤوليات المتربعين على كراسي الإدارة ممن نسميهم بالبيروقراطيات.

محزن جدا بل ومن دواعي الغضب والإحباط أن نسمع عن مبان  وقاعات دراسية تخلو من ادني مقومات السلامة أو شروط الحياة الطبيعية للإنسان في مؤسسات تعليمية طالما تغنى بها البعض على أنها “عريقة” ولديها خمس نجوم في تصنيفات مشكوك بأمرها.

 مخجل كذلك ومعيب أن لا يجد الطلبة وهيئات التدريس في مؤسسات تعليمية تدعي الكثير من الانجاز مكانا ملائما يتخلصون فيه من فضلات أجسامهم. ومحرج جدا  أن يتلوى طلبة جامعيون وطالبات من البرد الشديد في أجواء اتفق الجميع على تسميتها سيبيرية بشهادة كل النشرات الجوية.

بل انه من المعيب أن تجد أصحاب المكاتب من الإداريين والمسؤولين البيروقراط يتلذذون بمتاعب وعذابات الطلبة وهيئات التدريس حين يمدون أرجلهم وأيديهم بالقرب من مدافىء كهربائية خبئوها تحت طاولات المكاتب. أو ربما تنعموا بما جادت عليهم البيروقراطية بأدوات التدفئة التي يحتكرونها لأنفسهم فقط.

وبينما يتهرب صغار الموظفين من المسؤولية بخلق الأعذار الغبية نجد أن كبار البيروقراط لا يتورعون من التبجح بانجازاتهم وبطولاتهم الوهمية في كل مناسبة. في الوقت ذاته تكاد البنية التحتية في مؤسساتهم التعليمية أن تنهار، ولا يهتز لهم ضمير لما تقترفه عقولهم وأياديهم وقراراتهم المتخلفة.

أيها المترهلون والمترهلات في مؤسساتنا التعليمية: كفاكم عبثا وانتم تخذلون الوطن والمواطن في ابسط حقوقهم الإنسانية. والى من لا يهمهم أمر قاعة رقم 3 وغيرها الكثير الكثير من المرافق والمجمعات اللا إنسانية التي أسميتموها عنوة :إنسانية”  نقول برد الله وجوهكم بقدر درجات الحرارة الصباحية هذه الأيام!  أليس بينكم من رشيد يخشى الله في عبارة “كلكم راع؟!