وطنا اليوم – في مثل هذا اليوم من عام ١٩٥٦، أعفى الملك حسين خدمات كبار الضباط البريطانيين في الجيش العربي، أبرزهم قائد الجيش الفريق جلوب باشا، في قرار تاريخي شجاع.
قوبل قرار الملك حسين الشاب، البالغ من العمر ٢١ عاماً وقتها، بصدمة كبيرة في بريطانيا، واعتبره العديد من المؤرخين نقطة التحول نحو نهاية الهيمنة البريطانية في الشرق الأوسط.
جلوب باشا، الذي استلم منصبه عام ١٩٣٩، كان قائداً للجيش لمدة تزيد عن ربع قرن، تحول فيها الجيش العربي من قوة صغيرة قادها فريدرك بيك عام ١٩٢٠، إلى أفضل جيوش المنطقة تدريباً وانضباطاً، حيث استطاع الجيش اثبات قدراته في الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى عام ١٩٤٨، عندما تمكن الأردن من انقاذ الضفة الغربية والقدس الشرقية من احتلال إسرائيلي محدق.
كان الملك حسين يأمل من تعريب القيادة إعطاء الفرصة للأردنيين لقيادة الجيش، والتأكيد على استقلالية الأردن من بريطانيا، وتحسين العلاقات مع الدول العربية التي كانت ترى بريطانياً بعين مريبة. عين الملك حسين راضي عناب خلفاً لجلوب باشا، وبذلك أصبح عناب أول قائد عربي للجيش، والذي تحول اسمه يومها إلى القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي. تبع هذا القرار إلغاء المعاهدة البريطانية-الأردنية عام ١٩٥٧، أي إزالة آخر أشكال التأثير الاستعماري البريطاني على الأردن.