يتصارعون لخدمتنا وان وصلوا قالوا انتم لستم منا _انتخابات_2022

23 فبراير 2022
يتصارعون لخدمتنا وان وصلوا قالوا انتم لستم منا _انتخابات_2022

بقلم محمد الملكاوي /

وطنا اليوم_بعد ان قرّر مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن، انه سيتم إجراء انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمّان في 22 آذار/ مارس المقبل.


هل المواطن الأردني ينتظر فعلآ من المرشحين للانتخابات الذين يتزاحمون على مقاعد المجلس البلدي ومجلس المحافظة صنع التغيير و تبديل واقعهم نحو الأفضل، بعد ان تم خذلانهم لسنوات عديدة من جدية الإصلاح والتطوير المجتمعي والاداري والاقتصادي في المنطقة، مما تسبب في خلق فجوة كبيرة سوداء بين الناخب والمرشح و تعمّق فقدان الثقة على مدار عقود في المؤسسات الانتخابية والرسمية.

اصبحنا نراقب المهشد في كل مره ونشهد انخفاض وعزوف كبير عن المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية على الحد سواء ،نتيجة فقدان الانتخابات أهميتها وقيمتها أمام الشارع الاردني ولم يكن بقرار توافق عليه المواطنون بين ليلة وضحها، بل جاء محصلة لعملية تراكمية طويلة.



لم يبقى شيء يشجع الشباب والناخبين على الانخراط في الاستحقاقات الانتخابية، أو ما يسمى بالعرس الديمقراطي، بسبب تكرار الوجوه المرشحة للانتخابات في كل مرة وهذا ما يضعنا أمام المشكلة نفسها التي تؤرق حياتنا في كل مرة، من عدم وجود حلول للبطالة التي اصبحت قاتلة وتسير بشبابنا نحو الهلاك والضياع ، بسبب المستوى الاقتصادي المتدني وضعف اصبح واضح بالخدمات العامة نتيجة قرارات خاطئة وتنفعيات ومصالح شخصية بعض الأحيان.

وبالرغم من اليافطات الشوارع المعلقة، وحملات الإعلان والترويج على وسائل التواصل الاجتماعي للمرشحين ، فإن الانتخابات البلدية غائبة وبالكاد هناك أثر لها في الأردن.

الكل يراقب وينتظر متى سيأتي ذاك اليوم الذي سنتخلص به من بناء الديكورات الديمقراطية ومحاولة تزيين ما يسمى بالإصلاح السياسي وتحسين صورة الأردن في المحافل الدولية ،فنحن نعلم جيداً انه لم يعد هناك عمق سياسي حقيقي لهذه الانتخابات، خصوصاً في المحافظات والقرى بعيداً عن العاصمة، فأغلب المرشحين يبحثون عن الوجاهة الاجتماعية، ما يجعل النكهة السياسية غائبة والأمل بالتغيير نحو الأفضل، وإيجاد فرص عمل لشباب وسيبقى يعتقد المجلس محلي والبلدي أن واجبها ينحصر بجمع النفايات وجمع الضرائب والرسوم اصدار الرخص”.



ان انتخابات البلديات ومجالس اللامركزية “من دون موازنات حقيقة للتنمية هي مجرد عرض دعائي هزيل”، وذلك لإعتبارها مؤسسات خدمية لكن مع الأسف ان أغلب المجالس المحلية في المحافظات “يسيطر عليها العجز في ظل انهيار البنية التحتية مع تفشي البطالة والفساد الادراي وسط غياب المشاريع التنموية والمنتجة في المنطقة “.

بلا شك سوف نذهب الى الانتخابات البلدية خلال أسابيع القليلة القادمة ، بعد غياب وتأجيل ومماطلة استمرت لفترة طويلة جداً غابت فيها المجالس البلدية المنتخبة، وستعود اغلب الوجوه التي عرفناها وشاهدناها سابقآ الى تلك الكراسي المنجدة بالجلد الاسود معلنين النصر على منافسيهم بعد معركة طويلة حامية الوطيس استعملوا فيها كافة الوسائل المشروعه والغير مشروعة من علاقات ونفوذ وسلطة سابقة وتحالفات ووعود لموظفين حاليين في البلديات بترقية والعلاوة في حال تقديم تسهيلات ودعمهم بالحملة الانتخابية وتقديم لهم الدعم المطلوب بهدف الترويج الانتخابي والاصلاحي الذي يزعمونه في كل مره .