وطنا اليوم- خاص – في نقاش تعليمي و تربوي على مجموعة وطنا اليوم حول الواقع التعليمي وضرورة الخروج من المألوف من خلال ابتكار وسائل تخلق طالب يتمتع بمهارات عالية ، شارك فيه معالي الدكتور ابراهيم بدران وزير التربية والتعليم الاسبق وأدار الحوار الدكتور ذوقان عبيدات وشارك فيه كلاً من الدكتورة اسيل شوارب استاذة علم النفس التربوي والدكتورة خالدة مصاروة التربوية والاكاديمية في وزارة التربية والتعليم بالاضافة الى عدد من المختصيين واعضاء مجموعة وطنا اليوم .
حيث قدم الدكتور ابراهيم بدران رؤية لتطوير التعليم في الاردن ولخص بدران ماجاء في كتابه، حيث قال لماذا لم يقع التغيير في المجتمعات العربية مثل شرق اسيا على الرغم من وجود اعداد كبيرة من الجامعات وهل هناك عوائق تمنع التعليم من ان ينطلق ويغير في المجتمع ؟
وعكس بدران اسباب ذلك الى طبيعة التفكير في الماضي وليس في المستقبل وغياب تدزيس الفلسفة والمنطق الامر الذي عمق ازمة التعليم .
وتسأل بدران في معرض حديثه حول كيفية تحويل تفكير الطالب اذا كان السائد غياب التسامح في المجتمعات العربية الامر الذي يلغي دور التعليم .
الاستاذ سهل الزواهرة قال في مداخلته بان اليوم الاول في الدراسة بعد غياب طويل ياتي في ظل متناقضات رتبت أعباء نفسية على الاهل والطلاب خاصة في ظل جائحة كورونا وسوء إدارة الحكومة لهذا الملف .
الدكتور عطا ابوالحاج قال في مداخلة له :
كان من الضرورة تهيئة الطلبة لليوم اﻷول والاعلام التربوي لم يكن زخما ولم تكن هناك استراتيجية جذب واحاطة جارية.
واضاف الخطاب التربوي لا بد ان يحمل مضامين نفسية – تربوية ،كما ان القيم ضرورية وكذا بناء التوجهات لا تشكيلها وصياغتها ومزج المدرسة السلوكية مع المدرسة المعرفية لانتاج التعليم الفعال والشائق مع التنويع في استراتيجيات التدريس.
واكد ابوالحاج الاصلاح يسبق التغيير وهنا لا بد من اشاعة مفهوم الصديق الناقد للمدرسة والعمل على القابليات والاستعدادات واللجوء إلى التشخيص القبلي وتشريب الطلبة والمعلمين ثقافة التغيير والتخلص من اسلوب الامور حتى يصبحوا مالكين لهذه الثقافة ويتفانوا فيها والانخراط في تلاليبها.
واشار الى ضرورة تعليم انماط التفكير في مرحلة مبكرة وعدم توسيع دائرة الفرجار بهذا الخصوص الا في المرحلة الثانوية وحينها المقايضات والتفاوضات مع منهج الاستقراء والاستدلال عبر النظامية وغير النظامية في التعاطي مع القضايا بمنهج خطي او غير حطي عبر من خلال تفعيل مسوغ الاحتمالية والمنهج اللولبي وصولا للمنطق والفلسفة.
وقال ابوالحاج : الامة تصبح في خطر اذا لم تركز على العلوم والرياضيات وستتأخر عن ركب العالمية والحداثة والعولمة واقتصاد المعرفة وانتاجها وتدويرها، كما ان المسلكيات ضرورة ولكن مع عدم الافراط فيها حتى تكون ملينات ومسهلات لتناول المعرفة وهذه المعرفة تراكمية ويجب ترشيدها عبر ممرات وفتح الابواب بينها باتساق واختزال بعيدا عن الحشو واللفظية والتقريرية.
كما ان قدح عقول الطلبة (على حد قول ابوالحاج) بنماذج تحث على التفكير الناقد والمبدع والتحرر من رسمية التعليم نحو التعليم المنفتح وعدم مطالبة الطالب بامور ترهق كاهله انما ارشاده الى مفاتيح التفكير السليم عبر ادوات كمية ونوعية وفلسفية والبحث في المصادر الاولية والثانوية من المظان والاوعية المختلفة.
واشار ابوالحاج الى ضرورة حث الطلبة على انتاج الحقائب التعليمية وحفز حرية التفكير والتفاوض التعليمي وعدم التغني كثير بمناهج التدريس الحديثة والتقليل من شأن المدرس على حساب المعنى الاساس من العملية التعليمية التعلمية بل الأخذ بيد الطالب واكسابه المعارف والمهارات والاتجاهات وترشيحها ذهنيا إلى جانب ان المدرس منظم وميسر ومدير لهذه العملية.
فيما يتعلق بادارة الصف قال ابوالحاج من الضروري ان تكون ادارة فعالة يبنى عليها التعليم والتعلم ليتآصر مع مكونات وعناصر المنظومة التربوية بشكل كلي.
واكد الدكتور عطا على ضرورة اشباع المعرفة والتذويت والفحص المجهري للمعرفة بالادوات المنطقية والمنهج التجريبي.
الدكتورة اسيل الشوارب استاذة علم النفس التربوي قالت في مداخلة لها لا نبحث عن عودة امنه للتداريس بينما نبحث عن عودة واثقة للطلبة بشكل جديد .
اللواء المتقاعد صالح النصرات المحافظ السابق قال: في مداخلته انه كان يتوقع ان يكون الاول للدخول في المدارس مختلف تماما حيث توقع احتفال مدرسي لاستقبال الطلبة .
الدكتور ابراهيم الحمايدة اكد على ماقاله النصرات واشار الى ضرورة الانتقال الى مظاهر يوم وطني في اول ايام من الدراسة حتى يشعر الطلبة ان الجميع يشاركهم .
الدكتور ذوقان عبيدات قال أنه رغم الجهود الاعلامية في التربية التي بذلت الا انه كان هناك قصور في مواكبة اليوم الأول من الفصل الثاني.
الدكتورة عبير الرحباني بدورها تحدثت حول مهارات الاتصال بين الطلبة والمعلمين وتطرقت الرحباني الى ضرورة استخدام الجوانب الثقافية التي لابد للطلبة ان يعرفوها وان الانسان بجهوده الشخصية بامكانه ان يصنع المعجزات، وتطرقت الرحباني الى مثال وهو مورس مخترع لغة الاشارة وبالتالي يجب على حد قول الرحباني على الاستاذ ان يكون له ادواته الخاصة لتواصل مع الطالب والمنهاج وبين الطالب والمعلم نفسه.
الاستاذ ابراهيم ابوقديري اجاب على سؤال كيف يمكن الارتقاءبالتعليم ورفع مستوى التحصيل في المدارس ومنظومة القيم التي يمكن للطالب ان يتزود بها وقال ابوقديري بان المنهاج كبير والمعلم يلهث لانهاء المنهاج الامر الذي يستنزف المعلم بكثير من المهام الروتينية والشكلية على حساب الجهد الصفي .
تطرق ابضا الدكتور ذرقان عبيدات الى ان مشكلة التركيز على العلوم الطبيعية ضرورة لاعادة الالق الى العلوم الانسانية ومثال ادماج العلوم الإنسانية في مواد الرياضيات و العلوم وجعل جميع المواد مترابطة مع بعضها لامنفصل.
الدكتورة اسيل الشوارب تحدثت ايضاً عن علم الاعصاب ودوره في العملية التعليمية ودوره في بناء المنهج بالاضافة الى مداخلة الشوراب في موضوع تدريب المعلمين وخاصة في مجال تعليم التفكير كما ركزت الشوارب على مدة التعلبيم ضمن معايير مختلفة.
الدكتورة خالدة مصاروة تطرقت الى الرد على الدكتور ذوقان عبيدات حول مشكلة العلوم والرياضيات وقالت مصاروة اننا لاننكر ان لدينا مقررات ممتازة ولكن عدم تدريب المعلمين وفقدان الوسائل لايصال الفكرة امر اضعف المنهاج واضعف التحصيل.
صالح العبادي عضو مجلس محافظة العاصمة تطرق لموضوع نقص المعلمين في المدارس وضرورة معالجتها .
كما تطرق الدكتور ذوقان عبيدات في معرض حديثه الى تعريف من هو الطالب ومن هو المعلم وكيف يفكر المعلم بعقله وقلبه معا .
الدكتور عطا ابوالحاج قال في مداخلة اخرى رداً على حديث العبيدات بان الامة تصبح في خطر اذا لم تركز على العلوم والرياضيات وستتأخر عن ركب العالمية والحداثة والعولمة واقتصاد المعرفة وانتاجها وتدويرها
المسلكيات ضرورة ولكن مع عدم الافراط فيها حتى تكون ملينات ومسهلات لتناول المعرفة والمعرفة تراكمية ويجب ترشيدها عبر ممرات وفتح الابواب بينها باتساق واختزال بعيدا عن الحشو واللفظية والتقريرية كما ان ادارة الصف بادارة فعالة يبنى عليها التعليم والتعلم ليتآصر مع مكونات وعناصر المنظومة التربوية بشكل كلي.
الدكتورة خالدة المصاروة تحدثت عن المنهج العمودي والافقي واكدت على ان الخبراء حين يتحدثون عن اهداف التعليم يتحدثون عن اعداد مواطن وهو ما يندرج في اطار الانسانيات.
الاستاذ ابراهيم ابوقديري اقترح ان يكون هناك بعد الصف التاسع مدارس متخصصة في صف واحد اي مدرسة الصف العاشر ومدرسة الصف الحادي عشر وكل شعبة مصنفة حسب مستويات الطلبة ، وضرب ابوقديري نموذج من المغرب على وجود مدرسة تضم 80 شعبة كل شعبة تضم مجموعة من الطلبة بفارق 5 علامات لكل طالب شريطة ن لايزيد عدد الطلبة في كل شعبة عن 30 طالب.
وختم الدكتور ابراهيم بدران النقاش في رسالة قال فيها انه من الواضح بان هناك تفكير باتجاه فصل الاشياء فالحديث عن تداخل العلوم الانسانية مع المناهج لايعني الفصل بين المناهج حيث ان التداخل بين مختلف المفردات حين نتكلم عن العلوم الانسانية فلا يعني ذلك عدم الاهتمام بها.
وطرح بدران مفهوم (انسنة) التعليم واكد على ضرورته، وضرورة الذهاب الى نماذج تكون مقياس للطالب ليس هناك علمي وادبي في التعليم الاساسي الامر الذي يعزز شخصية الطالب وقدرته العلمية والتحليليه، واشار بدران ايضا الى الثورة الصناعية واكد على ان العلوم الانسانية بالثورة الصناعية سارت حنبا الى جنب اغلب الفلاسفة دعموا دينامكية الاقتصاد والمجتمع بافراز تعليم بجميعع الاتجاهات.
وشارك في النقاش اعضاء مجموعة وطنا اليوم بين من طرح تساؤلات وبين من اثرى النقاش بمواد علمية ومعرفية حقق من خلالها النقاش الهدف منه بحث توصل الجميع الى ضرورة عقد مؤتمر تعليمي يطرح حلول للحالة التعليمية والتربوية الاردنية سيما ان الاردن دخل في المئوية الثانية واثنى اعضاء مجموعة وطنا اليوم على النقاش الثري الذي وضح من خلاله المشاركون مفاهيم لم تكن دارجة في الحالة التعليمية الاردنية .