المومني يرد على مقال للقدس العربي انتقد الدور الاقليمي الاردني

19 فبراير 2022
المومني يرد على مقال للقدس العربي انتقد الدور الاقليمي الاردني

وطنا اليوم – خاص – في رد للدكتور حسن المومني استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية على مقال نشرته القدس العربي تحت عنوان واشنطن برسم القلق على الأردن: إسرائيل في عمق الخليج»… وسؤال الدور والحصة والوظيفة والتبعية مجدداً، حيث قال الدكتور المومني  في معرض رده:

من وقت لاخر تظهر كتابات و تحليلات تتعلق بالدور الاردني الاقليمي من حيث التبعية والاساسية والاهمية الوظيفية وخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية والتي لطالما كانت و مازالت اولوية محلية وفي السياسة الخارجية حيث شكلت تاثيرات مزدوجة على الدور والمصالح الاردنية. من جهة فان القرب الجغرافي و الاجتماعي والاشتباك السياسي الفعال والدائم اضافة لضريبة الدم عزز اهمية الاردن ودورة الاقليمي كلاعب رئيسي. ومن جهة اخرى شكلت القضية وانتجت تحديات و معضلات كثيرة سلبية كان على الاردن و مازال التعاطي معها و احتوائها. ولكن ما لفت نظري ان الكثير من هذة الكتابات والتحليلات تنطلق من منهجية تهويلية ونظرة تشائمية تشكيكية بقدرة الدولة الاردنية في الحفاظ وتعزيز دورها الاقليمي من خلال مناقشة طروحات تتعلق بانحسار همية الدور الاردني نتيجة التطورات والاستدارات الجارية حاليا في السياسة الدولية للشرق الاوسط وبخاصة مسالة تسارع وتيرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل وخاصة الخليجية منها. هذة التحليلات ومع احترامي لاصحابها وحريتهم في طرحها الا انها تدفع المرء لان يستجيب لها عبر التاكيد على البديهيات و المحددات البنوية التي توكد وتدعم اهمية الدور الاردني وفاعليته في الاقليم ومن خلال تساؤلات قد تساعد على وصف حقيقة هذا الدور من حيث الاهمية والاستمرار والتناقص والاستمرار.

1. هنالك محددات بنيوية ثابتة وغير متغيرة تحدد علاقة الاردن بالقضية الفلسطينية منها القرب الجغرافي الاجتماعي المتمثل بالعامل الديمغرافي.

والاشتباك السياسي الاردني التاريخي و المتواصل و الفاعل منذ تفجر النزاع الى وقتنا الحاضر .

2.منذ متى لم يكن هنالك متغيرات اقليمية ودولية اثرت وتؤثر على السياسة الدولية للشرق الاوسط وبالذات على اللاعبين الاساسيين في القضية الفلسطينية ومنهم الاردن . التقلبات والتطورات هي سمات اساسية لاقليم نظام الدولة فية هش قابل للاختراق وبالتالي عدم الاستقرار.

3.عطفا على ما سبق ومنذ البداية طور الاردن وصانع القرار فهما عميقا براغماتية و عقلانيا لبيئة الاقليم الخشنة ومحدودية امكاناته وبالتالي انتهج سياسة خارجية نشطة وفاعلة قائمة على التعبير الدقيق والاهتمام المتواصل والتكيف مع المستجدات وهنالك ايضا قناعة بان الواقع الجيوسياسي الاردني المعقد هو نعمة بالقدر الذي من الممكن ان يكون نقمة ونعمة من خلال ادارة هذا الواقع الجيوسياسي باقتدار وفاعلية ونقمة من خلال سياسات قائمة على مغامرات غير محسوبة.

.4منذ متى لم يكن هنالك حالة تطبيعية مع إسرائيل خاصة منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي و السلام المصري الاسرائيلي ثم جاءت تسعينيات القرن الماضي و العملية السلمية الكبرى التي شهدت سلاما وتطبيعا شاركت بة معظم الدول العربية بدرجات متفاوتة بمافيها الطرف الفلسطيني عبر اتفاقات سلام جرئية ثم جاءت الموجة الثالثة التطبيعية مع دول قد يوصف بعضها انها كانت على الهامش الاستراتيجي للقضية الفلسطينية. ومع ذلك تعاطى ويتعاطى ويتكيف مع كل هذة التطورات بما يضمن مصالحة . فما الجديد في ذلك ؟

5. اما بالنسبة لاسرائيل وبغض النظر عن اليسار او اليمين الذي لطالما كان تحدي للاردن فان إسرائيل و مؤسساتها ومعظم قيادتها ومن منطلق براغماتي مصلحي تعي اهمية الاردن الاستراتيجية و دورة الفعال واهمية السلام معه و مهما بلغت درجة تطبيعها مع كثير من الدول العربية لاتستطيع تجاوز دولة هي الاهم من حيث القرب الجغرافي والاجتماعي و السياسي والامني لها وللقضية الفلسطينية اضف الى ذلك ان الكثير من هذة الدول التي انشئت علاقات مع إسرائيل تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الاردن وان امن ودور الاردن ايضا هو مصلحة لاستقرار تلك الدول.

6. اما بالنسبة للعلاقة الامريكية الاردنية ففي سياقها العام وتطورها هي استراتيجية وستبقى كذلك بغض النظر عن من هو في البيت الابيض. و قطعا هنالك فترات شابها نوع من الاختلاف وعدم التوافق حول كثير من القضايا وبالذات القضية الفلسطينية ومسالة حلها. لكن يبقى الاردن والادوار المختلفة التي يلعبها ذات اهمية استراتيجية لامريكيا وخاصة في سياق التحولات الاقليمية والدولية الجارية . ومن الاهمية بمكان التاكيد على ان العلاقة مع امريكيا واهمية الاردن ليست فقط محكومة بالقضية الفلسطينية وانما هنالك كثير من الادوار التي يلعبها الاردن في السياق الامني و السياسي واستقرار المنطقة والتي هي من الاهمية بمكان مهمة لامريكيا ومصالحها. وبالمناسبة العلاقة الثلاثية الاردنية الامريكية الاسرائيلية في سياقها العام قد تكون ذات طابع استراتيجي تحرص على امريكيا وان كان هنالك خلاف او اعتراض امريكي على العلاقة الاردنية الاسرائيلية فهو تكتيكي لا عميق استراتيجي . لذلك وفي سياق ما تم شرحة اعتقد انة كفى تشكيكا و نحيبا غير مبرر منطقيا وعقلانيا على الدور الاردني واشكالية فيما اذا تابعا ام اساسيا .