نضال ابوزيد
في تصريحات قال فيها رئيس مفوضي الهيئة المستقلة للإنتخابات خالد الكلالدة بان نزاهة الإنتخابات لم تعد موضوع بحث، وأستطرد الكلالدة حديثه بان الإنتخابات أصبحت مشاهدة للجميع وموضوع العبث فيها أصبح غير ممكن ، تصريحات سبقها حديث لعضو الهيئة المستقلة جهاد المومني قال فيها : أن مايشاع عن هندسة الإنتخابات لايمت للواقع بصلة ، حيث سبقت هذه التصريحات إعلان الكلالدة أنه من المبكر الحديث عن تاجيل الإنتخابات البلدية والتي من المقرر إجراءها في 22 أذار القادم.
ثمة صورة نمطية فرضتها أدبيات العمل السياسي -وهو امر طبيعي- إلا أن الغير طبيعي التشابك في الحالة الإعلامية لأعضاء الهيئة المستقلة للإنتخابات، حيث تأتي تصريحات الكلالدة العضو اليساري البارز متناقضة مع تصريحات سابقة جاءت على لسانه عشية الإنتخابات النيابية للمجلس التاسع عشر والتي تحدث فيها الكلالدة عن وجود ظاهرة المال الاسود في تلك الإنتخابات وتطرق أنذاك إلى ملف القيود الرأكدة للمتوفيين أو لمن لم تصدر لهم هوية أحوال مدنية، ثمة أيضاً تصريحات أخرى للكلالدة أثارت الجدل حينها عندما قال وهنا اقتبس “أن العملية الإنتخابية في عام 2007 تدخل فيها مدير مخابرات سابق وعين 80 نائباً”.
إذأً ثمة حالة إعلامية ظهرت في أقطاب الهيئة المستقلة للإنتخابات سواءً من خلال تصريحات الكلالدة نفسه أو من خلال حديث العضو في الهيئة جهاد المومني، حيث يبدو أنها جاءت لتجميل الصورة النمطية السائدة في أوساط الشارع الاردني وتبدو محاولات ضخ جديدة لإعادة الثقة في إجراءات الهيئة المستقلة من باب الدفع بإتجاه مشاركة وأسعة في الإنتخابات المحلية القادمة رغم الحالة الوبائية السائدة، وإعلان الإسلاميين تعليق المشاركة في الإنتخابات، وجاءت هذه المحاولات لتبييض صفحة الهيئة رغم تصريحات سابقة تم الإشارة اليها من نفس الوجوه الكلاسيكية للهيئة المستقلة التي يبدو أنها تستشعر بأن المشاركة برمتها ستكون ضعيفة لسببين أبرزهم فقدان الثقة في الحالة الإنتخابية وخاصة بعد الحديث عن هندسة إنتخابية جرت في الإنتخابات النيابية السابقة، والثاني إعلان الحزب الاوسع والاعرض على الساحة الاردنية جبهة العمل الاسلامي تعليق المشاركة في الإنتخابات .
ثمة مؤشرات تؤكد ان الهيئة المستقلة تتوجس خيفة من قرار الإسلاميين خاصة ان ذلك ورد ايضاً على لسان الكلالدة نفسه الذي أعرب عن أمله بألا يكون هناك مقاطعين، لاسيما أن الحزب (العمل الإسلامي) على حد قول الكلالدة، يشكل جزءا من الشعب الأردني، لتبقى الصورة النمطية السائدة لدى الشارع هي العامل الاقوى في تعامل أقطاب الهيئة المستقلة مع الحالة الانتخابية ، في الوقت الذي يبدو أن الكلالدة ترك الباب موارب أثناء حديث له قال فيه تعليقاً على قرار الإخوان تعليق المشاركة في الانتخابات :”هذا حزب سياسي، قد يريد أن يحسن شروط تفاوضه في أماكن أخرى، وهذا مسموح بالسياسة”، أي أن الكلالدة على مايبدو فرش بساط الحوار مع الإسلاميين قبل بدء الانتخابات المحلية او / و ترك خيارات البحث عن تحسين الشروط التفاوضية فيما قد يعتبر ذلك محاولة من طرفي المعادلة الإسلاميين والكلالدة معاً رقصاً على حافة الطاولة.
ليبقى السؤال الأعمق والأبرز لمحركات البحث عن حالة إنتخابية سليمة دون تدخلات جراحية، هل تنجح تصريحات أقطاب الهيئة المستقلة في تبيض الإنتخابات وتهيئة الشارع للمشاركة ؟ أم أن الشارع سيقول هذه بضاعتكم ردت اليكم؟.