ناجية تروي أحداث مجزرة حماة في الذكرى الـ40

3 فبراير 2022
ناجية تروي أحداث مجزرة حماة في الذكرى الـ40

وطنا اليوم:ما تزال السيدة جمانة محمد خير (50 عاما)، تستذكر الأحداث التي تعرضت لها مدينتها حماة وسط سوريا، رغم مضي 40 عاما على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري، بإشراف ما كان يعرف بـ”سرايا الدفاع”، بقيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد رئيس سوريا حينها.
وفرضت “سرايا الدفاع” بتاريخ 02 شباط/ فبراير 1982 حصارا خانقا على أحياء مدينة حماة، بالتزامن مع تعرض المدينة لقصف مدفعي وصاروخي استمر لمدة 40 يوما، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص، في حين لا يعرف حتى الآن مصير 17 ألفا تم اعتقالهم آنذاك، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
روت جمانة محمد خير الشاهدة على مجازر قوات النظام السوري بحق أهالي مدينة حماة ما عاشته مع عائلتها خلال فترة حصار المدينة، عندما كانت طفلة بعمر 10 سنوات.
وقالت جمانة إن عائلتها استيقظت على أصوات قصف مدفعي وصاروخي استمر لمدة 3 أيام، حتى سيطرة قوات النظام “سرايا الدفاع” على كافة أحياء المدينة.
وأشارت إلى أن قوات النظام مع فرض سيطرتها على مدينة حماة، بدأت بتمشيط المنازل بحثا عن الرجال والأطفال الذكور، واقتيادهم إلى ساحات الأبنية، حيث كانت تقوم بتصفيتهم من خلال إطلاق النار المباشر على أجسادهم، وهو ما شاهدته بشكل مباشر عبر نافذة منزلها المطلة على ساحة الحي.
ولفتت إلى أن العديد من الأشخاص لم يتوفوا بشكل مباشر لكن قوات النظام منعت إسعاف الجرحى، وكانت صرخات المصابين تملأ أحياء المدينة، وسط عجز العائلات عن فعل شيء لأبنائهم وأزواجهم.
ونبهت إلى أن العائلات التي كانت تحاول إسعاف الجرحى كانت تتعرض لإطلاق النار من قبل “فرق الموت” التابعة “لسرايا الدفاع”، حيث كانت قوات النظام تتعمد إبقاء المصابين والجثث ليوم كامل في أحياء المدينة ليتم بعدها نقل الجثث في شاحنات إلى مكان ما يزال مجهولا حتى اليوم خارج المدينة.
وأضافت جمانة: “أقسى لحظات مجزرة حماة كانت عند اقتحام “سرايا الدفاع” منزل عائلتها، ما أسفر عن مقتل أخيها على باب المنزل، في حين تم اعتقال والدها، والذي وصلهم نبأ وفاته تحت التعذيب بعد أسبوع واحد فقط”.
وتابعت: “الكثير من القصص رأيتها بعيني وما تزال حاضرة في ذاكرتي من قصف للمساجد وتدمير المنازل وحرق المحال، وتنفيذ الإعدامات، فضلا عن حالات الاغتصاب بحق النساء والفتيات”.
وأكدت أن العائلات في الأحياء المحاصرة من قبل “سرايا الدفاع” بقيت قرابة شهر بدون خبز أو طعام، موضحة أن العائلات كانت تنتظر قدوم سيارات من القرى المجاورة للحصول على الطعام، والتي كانت ترمي الأكياس في الشوارع، ومن ثم يذهب الأطفال لجمع تلك الأكياس.
أجبرت عائلة جمانة على مغادرة مدينة حماة، بسبب ضغط قوات النظام وأجهزته الأمنية على والدتها، حيث عاشت العائلة رحلة نزوح استمرت نحو 6 أشهر، باتجاه مدينة إدلب وصولا إلى تركيا، حتى دخول العائلة إلى الأردن عبر العراق.
وعاد رفعت الأسد عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخميس 7 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إلى سوريا بعد نحو 36 عاما قضاها في المنفى.
وتأتي عودة رفعت الأسد بعد شهر فقط من تأييد محكمة الاستئناف في باريس حكما يقضي بسجنه 4 سنوات بتهم تشمل غسيل الأموال ضمن عصابة منظمة، واختلاس أموال عامة في سوريا، فضلا عن مصادرة أصول له في فرنسا بقيمة 90 مليون يورو.