بقلم العميد زهدي جانبك
بعد أن وضعت الانتخابات اوزارها، وأعلنت الهيئة نتائجها النهائية، فقد لفت انتباهي الزيادة الواضحة في نسبة مشاركة ا لاحزاب السياسية في الإنتخابات بشكل زرع في نفسي التفاؤل بأن الحياة السياسية الأردنية بدأت انطلاقتها القوية، وأن التغيير قادم لا محالة.
الا أنني وبعد نشر النتائج ، تراجعت خطوة إلى الخلف، وخففت من سقف توقعاتي، بعد ما شاهدته من تواضع إنجازات الأحزاب بشكل عام في هذه الانتخابات.
وبعد الاطلاع على نظام المساهمة المالية رقم 155 لدعم الأحزاب لسنة 2019، فقد تبين لي بأن طريقة تعامل الأحزاب مع هذا النظام قد تباينت من حزب لآخر، ولكنها بمجملها لم تؤدي إلى تنمية حقيقية في الحياة السياسية.
ويمكن الاستنتاج ان هذا التباين قد تميز في ثلاث اتجاهات:
الاتجاه الأول تمثل في سلوك بعض الأحزاب التي ربطت التمويل بالمشاركة بالانتخابات مع التصميم على تحقيق نتائج حقيقية وإيصال اكبر عدد من مرشحي الحزب إلى قبة البرلمان.
الاتجاه الثاني اعتمد النهج الفردي في خوض الانتخابات لتحصيل التمويل.
و الاتجاه الثالث اعتمد النهج الجماعي وتشكيل الائتلافات الحزبية لتحصيل اكبر نسبة ممكنة من التمويل.
وقد رفع النظام رقم 155 في مادته الرابعة بند المساهمة المالية للمرشحين الحزبيين في الانتخابات البرلمانية إلى 20 ألف دينار للحزب على أن لا يقل عدد مرشحيه عن 6 مرشحين في 3 دوائر انتخابية، وتضاف 15 % على هذا المبلغ، إذا كان المرشحين سيدات أو شباب دون سن 35 عامًا.
القراءة الأولى: الإستراتيجية الفردية في المشاركة للحصول على الحوافز.
وساضرب مثالا على هذه الإستراتيجية بعض الأحزاب التي شاركت بهذا الأسلوب:
1. حزب الرسالة.
حيث قام الحزب بتشكيل قائمة الرسالة في الدائرة الثالثة عمان المكونة من 6 مرشحين ، وقد احرزت 173 صوتا.
و وقائمة ثانية في الدائرة الخامسة وبها 8 مرشحين وحصلت على 899 صوتا ، و قائمة ثالثة في الزرقاء الأولى مكونة من 3 مرشحين وحصلت على 147 صوتا.
وبهذا يكون حزب الرسالة قد رشح 17 مرشحا في ثلاث دوائر و حصل على مجموع أصوات بلغ 1219 صوتا وبمعدل 72 صوتا تقريبا لكل مرشح…
وهكذا يكون حزب الرسالة قد حقق شرط الحصول على 20000 (عشرين ألف دينار) لانه قام بترشيح 6 من اعضائه في ثلاث دوائر انتخابية… وحصل على الف دينار عن كل قائمة تحمل اسمه بمجموع ثلاثة آلاف دينار…. ويضاف إلى ذلك ثلاثة آلاف دينار أخرى لترشيحه 3 سيدات ضمن قوائمه احداهن حصلت على 34 صوت ، والثانية حصلت على 79 صوت ، وحصلت الثالثة على 199 صوت.
لتكون الحسبة النهائية حصول الحزب على 26 الف دينار تمويل نتيجة مشاركته بالانتخابات النيابية… يخصم منها رسوم اشتراك ومصاريف أخرى بقيمة 17X500= 8500 فيكون صافي الدخل نتيجة المشاركة بالانتخابات 16 الف دينار تقريبا…
2. الحزب الوطني الأردني ، أيضا شارك في الإنتخابات البرلمانية، بثلاث قوائم، القائمة الأولى كانت في الدائرة الأولى / عمان بقائمة من ثلاث أعضاء حصلت على 50 صوتا ،… وقائمة في البلقاء مكونة من 3 مرشحين حصلت على 120 صوتا،… وقائمة في الزرقاء الأولى مكونة من 4 مرشحين حصلت على 189 صوتا… وطبعا كان هناك تشجيع للمشاركة النسائية ،…
مجموع مرشحي الحزب على مستوى المملكة بلغ 10 مرشحين ، حصلوا على 359 صوتا وبمعدل 36 صوتا تقريبا لكل مرشح…
الحسبة المالية للحزب الوطني الأردني مطابقة لحزب الرسالة دون أي تغيير يذكر، باستثناء فرق التكاليف.
القراءةالثانية:
إستراتيجية تشكيل الائتلافات للمشاركة الحزبية في الإنتخابات النيابية للمجلس التاسع عشر.
ولان النظام رقم 155 خصص حوافز مالية لـ ”الائتلافات الحزبية”، بواقع 30 ألف دينار لكل ائتلاف مكون من 5 أحزاب فأكثر، شريطة أن يشمل الترشح ثلث دوائر المملكة، فقد لجات بعض الأحزاب إلى تشكيل الائتلافات الإنتخابية، ولكن بقصد الحصول على التمويل اكثر من سعيها لتحقيق نتائج حقيقية في الميدان.
وساضرب مثالا هنا، ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية:
يتألف هذا الائتلاف من ستة أحزاب هي:
1. حزب البعث العربي الاشتراكي:
شارك هذا الحزب في الإنتخابات النيابية من خلال الائتلاف بستة مرشحين كما يلي :
في عمان الثانية، والثالثة، والبلقاء، والكرك، ومادبا وبلغ مجموع الاصوات التي حصل عليها الحزب في الدوائر الإنتخابية الستة التي شارك بها 4206 أصوات.
2. الحزب الشيوعي الأردني:
شارك هذا الحزب في الإنتخابات النيابية من خلال الائتلاف بسبعة مرشحين كما يلي :
في عمان الثانية ، والثالثة، والخامسة، والكرك ، ومادبا ، واربد الأولى وحصل على 2790 صوتا وحقق نفس العوائد المالية التي حققها الرفاق في الائتلاف السياسي.
3. حزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد) :
شارك هذا الحزب في الإنتخابات النيابية من خلال الائتلاف ب 11 مرشحا كما يلي :
في عمان الأولى، والثانية، واربد الأولى، والرابعه، والزرقاء الاولى، وحصل على 2084 صوتا محققا نفس العوائد المالية التي حققها الرفاق في الائتلاف السياسي.
4. حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني:
شارك هذا الحزب في الإنتخابات النيابية من خلال الائتلاف بسبعة مرشحين كما يلي :
في عمان الأولى، والثانية، والثالثة، والزرقاء الأولى ، واربد الأولى ، وحصل على 2187 صوتا… أيضا… محققا نفس عوائد الرفاق.
5. حزب البعث العربي التقدمي:
شارك هذا الحزب في الإنتخابات النيابية من خلال الائتلاف بسبعة مرشحين كما يلي :
في الزرقاء الأولى ، واربد الثالثة، ومادبا وعجلون ، وحصل على 1183 صوتا… أيضا… محققا نفس عوائد الرفاق.
6. حزب الحركة القومية:
شارك هذا الحزب في الإنتخابات النيابية من خلال الائتلاف بعشرة مرشحين كما يلي :
في الزرقاء الأولى ، واربد الأولى، والثالثة، ومادبا، وحصل على 3304 صوتا… أيضا… محققا نفس عوائد الرفاق.
الحسبة المالية:
حقق كل حزب الشروط اللازمة للحصول على:
20 الف دينار لانه قام بترشيح ستة من اعضائه في 3 دوائر انتخابية.
3 آلاف دينار لان من بين مرشحيه سيدة.
5 آلاف دينار لانه دخل في ائتلاف مع ستة أحزاب وشارك الائتلاف في أكثر من 8 دوائر انتخابية.
وبذلك يبلغ مجموع ما سيحصل عليه كل حزب 28 الف دينار… سنويا…. سنويا… سنويا لحين إجراء الانتخابات التالية.
لاحظوا معي ان إستراتيجية المشاركة من خلال ائتلاف مختلفة عن إستراتيجية تشكيل قوائم باسم الحزب… ويتضح مما سبق ذكره اعلاه ان هذه الإستراتيجية اجدى وتحقق إنجازات اكبر… للحزب
ملاحظات:
شارك الائتلاف ب 48 مرشحا موزعين على 12 دائرة انتخابية وحصل على 15754 صوتا وبنسبة بلغت 1.1٪ (واحد بالمائة) من مجموع أصوات المقترعين ، وبمعدل 328 صوتا لكل مرشح من مرشحي الائتلاف.
تمكن الائتلاف السياسي من تحقيق اختراق لمحافظة عجلون حيث كان للائتلاف مرشحا واحدا في المحافظة تمكن من حصد 60 صوتا بالتمام والكمال.
أيضا كان للائتلاف السياسي اختراق واضحا في الدائرة الخامسة في عمان، وهي ثالث اكبر دائرة بالمملكة وفيها 416000 ناخب… وكان للائتلاف المكون من ستة أحزاب مرشحا واحدا أيضا بهذا الدائرة تمكن من حصد 292 صوتا كاملة.
تمكن الائتلاف من تحقيق عوائد مالية بلغت 168000 دينار أردني سنويا… سنويا… للسنوات الاربع القادمة… مقابل دفع 24 الف دينار رسوم تسجيل لمرة واحدة محققاً عائداً على الاستثمار بلغ 28000 دينار لكل الف دينار ينفقها…. على الرغم من انه لم يتمكن من إيصال اي من مرشحيه إلى قبة البرلمان.
كل الاعتزاز والافتخار بالمشاركة الحزبية بالانتخابات النيابية متمنيا لهم المزيد من الانجازات والتقدم والازدهار.