صاحب نظرية ” الاردن الجديد”….زار صحيفة الغد واعلن عن المخزون المائي واطلق تصريحات دون تنسيق مع الحكومة

31 ديسمبر 2021
صاحب نظرية ” الاردن الجديد”….زار صحيفة الغد واعلن عن المخزون المائي واطلق تصريحات دون تنسيق مع الحكومة

وطنا اليوم –  يُحاول السفير الأمريكي في الأردن هنري ووستر الظهور بصورة أكثر في المعادلة السياسية والاقتصادية المحلية وعلى نحو مفاجئ وبصورة تثير التساؤلات المتعددة في الصالونات والأوساط السياسية خصوصا بعد إطلالته الشهيرة في مؤتمر صحفي تبين لاحقا انه ليس مؤتمرا صحفيا حيث اقتصر الحضور على اثنين من الاعلاميين فقط ولأغراض تبرير دعم بلاده الكبير للاتفاقية التطبيعية الشهيرة التي تربط الاردن بإسرائيل في سياق تبادل خدمات الكهرباء والمياه.

وبهدف طمأنة مظاهر القلق التي ظهرت عند حتى مسؤولين أردنيين بسبب مُبالغة السفير ووستر في التحدّث والتصريح وأحيانا التدخّل امتدح السفير نفسه بمُناسبة العام الجديد المئوية الأردنية وتحدّث عن البقاء مع الأردنيين في دعم”المئوية الثانية” في إشارةٍ لدعم خلفي لمجهودات ووثيقة تحديث المنظومة السياسية في البلاد والتي تطلبت عدة تعديلات دستورية مثيرة للجدل ونتج عنها مشهد تأزيمي تحت قبّة البرلمان الثلاثاء الماضي.

 السفير الأمريكي والذي صمت منذ عدّة أشهر تقريبا دخل بقوّة على خطوط الاشتباك في الاتفاقية التطبيعية.

مصادر قالت بأن وزير المياه الدكتور محمد النجار لم تنسق معه اطلاقا التصريحات الاخيرة بالخصوص للسفير الامريكي حيث فوجيء طاقم وزارة المياه ورغم تحسن الموسم المطري قليلا بان السفير ووستر يتحدّث عن احتياجات مصادر المياه باعتبارها مسالة بقاء وأولوية للاستقرار العام في المملكة.

 واعتبر السفير آنذاك في تحرّكات غير مُنسّقة مع الحكومة الأردنية أن الحفاظ على مصادر مياه للأردنيين مسالة تحظى بالأولوية بالنسبة لبلاده فيما استذكر لاحقا وبمناسبة العام الجديد بأن الملك عبد الله الثاني هو أول زعيم عربي وإسلامي قرّر الرئيس جو بايدن مقابلته علنا بعد تسلّم مهامه.

 عضو البرلمان الأردني صالح العرموطي كان قد عبّر علنا وتحت القبّة عن مخاوفه من تدخّل السفراء الأجانب في الشؤون الداخلية للأردن وألمح إلى أن أعضاء مجلس النواب يتلقّون اتصالات لم يكشف مضمونها للضغط عليهم.

 قام السفير ووستر بنشاط آخر غير منسق فاجأ وزارة الاتصال والإعلام الأردنية عندما زار صحيفة الغد اليومية والتقى مرّتين ببعض كادرها.

 وبدأت بعض البيانات والتعليقات تظهر على منصات التواصل وهي تشير لارتفاع مستوى الارتياب بالنشاط المحلي المفاجئ لسفير واشنطن الذي بقي لأكثر من سبعة أشهر في الظل.

 إشارة السفير ووستر إلى المئوية الأردنية في تهنئته العلنية بالعام الجديد تلميح إضافي ومشاعر النخب والصالونات السياسية تلتقط هذا الحراك الدبلوماسي النشط وتلك اليقظة السياسية التي ترافق نشاط السفارة والسفير وعلى نحو مفاجئ وبدون ترتيب مع المؤسسات الحكومية والرسمية.

كان السفير ووستر من الشخصيات المشهورة والتي لفتت النظر حتى قبل استلام مهام عمله مطلع العام الحالي وقبل حضوره الى عمان عندما استخدم في الافادة التي تقدم بها الى لجنة  الاعتماد والتعيينات في الكونجرس عبارة تتحدث عن  تطلعّه “إلى الأردن الجديد “.

 وثار جدل في ذلك الوقت حول تفسير الفهم الأمريكي لسيناريو ونظرية الأردن الجديد لكن على المستوى البرلماني والسياسي يزيد انطباع السياسيين المحليين بأن السفارة الأمريكية تتحرك بمنهاجية علنية الآن، الأمر الذي يؤدّي إلى طرح العديد من الأسئلة.

 وهنا أظهر الطاقم مكتب السفير الأمريكي خلف الستارة والكواليس سعيا منهجيا للاهتمام برصد وتحليل جلسة المشاجرات البرلمانية العاصفة الأخيرة على هامش النقاش بالتعديلات الدستورية حيث قام طاقم يتبع السفارة بإعداد ملف إلكتروني للصور والفيديوهات المشاجرات وإعادة قراءاتها والخلاصة كانت بحسب مصدر داخل السفارة الأمريكية بعبارة انتهى بها تقرير تحليلي تتحدّث عن “عقلية أردنية محلية تقليدية جدا ومألوفة”.