وطنا اليوم – في ذكرى سقوط طائرة الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة والتي اسقطت طائرته يوم ٢٠١٤/١٢/٢٤ على يد عصابات تنظيم داعش الارهابي في الرقة السورية في هذه المناسبة تستذكر وطنا اليوم الشهيد الطيار الكساسبة وتنشر مقالا ورد الى وطنا اليوم من شقيق الشهيد :
كتب .. جواد الكساسبة
قبل سبعة أعوام من الان كان البطل الشهيد يتجهز للقيام بغارة جوية بأوامر عسكرية مباشرة له و بقيادته انطلق الى أوكار الظلام الى شمال سوريا حيث الرقة و حيث نهر الفرات و بحيرة الأسد التي لم نكن قد سمعنا بها من قبل الا بعد وقوع حادثة إسقاط طائرة البطل أثناء قيامه بمناورة فطالته يد الغدر و الخيانة بصاروخ غادر و ربما غير صاروخ رغم انه الطيار المحترف بشهادة زملائه و قادته و شهاداته و الكؤوس التي تحصل عليها أثناء خدمته و تدريباته و طلعاته، و بشهادة علم ولاية كولورادو الأمريكية التي زارها و طار بأجوائها و قد أرسل العلم إلينا حاكم الولاية بعد استشهاده و لكن القدر أقوى من كل ذلك و ربما أن الطائرة عُمّيت أجهزتها و وقع البطل أسيراً بيد شراذم الأرض و لَمَمِها الذين ما جمعهم الا الإجرام و الإنتقام من الإنسانية جمعاء و كانوا سببا في تشريد الناس و إدعاء الإسلام و هو منهم براء، لا أتحدث بهذا الحديث لأن الشهيد هو شقيقي و لكن لأنه حق و أنهم خوارج و خراب.
ما جرى قد جرى بقدر الله و نحتسبك شهيداً مكرّماً و نسأل الله لك القبول في الشهداء و لكن ما أود قوله هو توجيه هذا النداء لك يا معاذ:
ليكن في علمك أننا لم نألُ جهداً في البحث عنك و عن حقيقة ما حدث معك و لا مجيب و لا صدى حتى الآن لا رسمياً و لا شخصياً، تخيل يا معاذ أني غبطت أهل أحد الشهداء و هم يقفون على قبر شهيدهم و هم موقنون بأن إبنهم تحت هذا الثرى قبل عدة أيام حيث مرت الذكرى الخامسة لشهداء قلعة الكرك، و لكن عزاءنا في كرامتك و محبة الناس لك و مقولة أن الشهيد تأخذه الأرض كل الأرض في باطنها، ربما هنا و ربما هنا أو هناك، تخيل أننا نعتقد أن رفاتك الطاهر في الأراضي السورية الشقيقة و لكن يساورنا شك بأنك في غير موقع ليروي دمك الطاهر بقاعاً عدة و تنتشر كرامتك بين الناس،
الحديث طويل و له شجون و لكن لنا فيك ذكرى و لكننا لا نحييها الا بالكلام و الكتابة لأنك قضية لم تنتهي و لم تقفل الى حين يعلمه الله.
رحمك الله رحمة واسعة و غفر الله لك و اسكنك فسيح جناته و تقبلك قبولاً حسناً في الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.