نضال ابوزيد يرثي معلمه
انتقل الى رحمة ربه الأستاذ عبدالقادر أبوإسماعيل وهو من اوائل المعلمين في سحاب، حيث تهيج وتموج ذكريات السحابيين جميعا بيوماياتهم مع هذه القامة التربوية التي تشرفت بأن أكون احد تلاميذه، الأستاذ ابو أيوب كما يعرفه جميع أهالي سحاب وطلاب سحاب غادر وترك ورائه إرث تربوي عظيم فقد كان له عظيم الأثر في نفوس ابناء سحاب.
دمعت عين السحابيين اكراما واجلالا لمأثر ومناقب من حمل لهم القلم والقرطاس وامعن في التربية والتعليم لأغلب ابناء جيل الستينات وحتى منتصف التسعينات لم يكن ابو أيوب قامة تربوية فحسب بل كان صاحب فكر دمج بين المجتمع التربوي والمدرسة وأفرد يومياته لتتبع طلابه من ابناء سحاب كان يعرفهم بالمقطع الثلاثي تابعهم بالسلوك قبل التعليم وكانت كلمته الشهيرة ” التربية قبل التعليم”.
افرد الأستاذ الجليل ابو أيوب لكل من تتلمذ على يديه نمطا خاصا يعرفه به وتعامل بقصوة الأب الحنون وهو ما انتج اجيال عاصرت منها جيلي من مواليد السبعينيات، انتج ابو أيوب برباطة جأشه وسعة صدره وإصراره في بدايات التسعينات في عام 1993 فوجاً كان له نكهة خاصة وموزاييك جميل فصعد منهم إلى كراسي الدولة الوزير ومنهم الضابط و منهم الطبيب ومنهم المهندس والمحامي ومنهم رجل الاعمال وأصحاب التجارة والصناعة.
بكاه أبناءه ورثاه كل من عرفه، دمثاً صاحب خلق جميل المعشر سليط اللسان قوي الشكيمه يهابه طلابه احتراماً واجلالاً ورفعة لشانه، غادرنا وغادر السحابيين ابو أيوب، وهو يحمل معه إلى جوار ربه فضائل المعلم تاركاً ورائه جبالاً من عبق السمعه الطيبه غادر إلى جوار ربه وقد أدى الامانه ونصح وترك ورائه أفكاره على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يغيب عنها الا هالك، رحم الله أبا أيوب وقد “اوفيناه التبجيلا” ” كاد المعلم ان يكون رسولا.
ولا نقول فيك يا ابا أيوب الا ماقاله شوقي في المعلم :
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا