وطنا اليوم:في حادثة ربما تشكل سابقة في تاريخ الكرة الأردنية، بل ربما والعالمية، تعيش أغلب أندية المحترفين في ورطة كبيرة، تتمثل في اصطدامها بعقوبات محلية (الاتحاد الأردني لكرة القدم) ودولية (الاتحاد الدولي “فيفا”)، تمنعها من تسجيل لاعبين جدد، استعدادا للموسم الكروي الجديد الذي بات على الأبواب.
وتأتي عقوبة المنع من التسجيل، بسبب شكاوى بالجملة قدمها مدربون ولاعبون ضد تلك الأندية، للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة منذ أشهر وسنوات، ما تسبب في قرارات وعقوبات كان أبرزها المنع من تسجيل لاعبين جدد.
وتشكل هذه العقوبة صدمة كبيرة للأندية، بسبب عدم امتلاكها لعدد كاف من اللاعبين القادرين على خوض منافسات الموسم الكروي المقبل 2022، نتيجة انتهاء عقود اللاعبين الذين مثلوا الفريق في الموسم الماضي، ما يضع تلك الأندية في ورطة تدفعهم للبحث عن حلول سريعة، قبل إغلاق فترة التسجيل.
وتعاني أندية مثل الفيصلي والرمثا والحسين إربد وشباب العقبة وشباب الأردن والجزيرة والسلط من عدم قدرتها حتى اللحظة على تسجيل لاعبين جدد، بسبب استمرار العقوبات التي يحتاج حلها لمبالغ مالية كبيرة تدفع للاعبين والمدربين المشتكيين، تمهيدا لرفع العقوبات.
وتعترف الأندية في تصريحات، أن ارتفاع عدد الفرق الممنوعة من التسجيل، يشكل سابقة في الكرة الأردنية، مؤكدين أن الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها صناديق الأندية واتحاد الكرة، تسببت في الوصول إلى هذه المرحلة الصعبة التي تحتاج لتعاون كبير لتجاوزها.
وأكد رئيس نادي السلط خالد عربيات، أن ناديه لم يتحرك حتى الآن بشأن رفع عقوبة منع التسجيل، وذلك بسبب ضعف الامكانات المادية التي تسببت اصلا في الوصول إلى هذه العقوبات.
وأضاف: للاسف لم نتحرك قيد أنملة بشأن العمل على رفع العقوبات، وننتظر بالدرجة الأولى اصدار روزنامة الموسم الكروي الجديد 2022، قبل تحديد الخطوة التالية.
وبين عربيات أن ناديه يسعى بالتأكيد لرفع عقوبة المنع من تسجيل لاعبين جدد، ولكنه يسعى أيضا في الموسم المقبل، لتقنين التعاقدات بما يتلاءم مع إمكانات النادي المادية، خوفا من تكرار خطأ استقطاب عدد كبير من اللاعبين، تفوق طلباتهم المادية إمكانات النادي.
رئيس نادي شباب العقبة رجب درويش، أكد ايضا حرمان فريق الكرة من تسجيل لاعبين جدد، بسبب شكاوى لاعبين ومدربين، معتبرا شبح العقوبات سيظل يطارد ناديه وجميع الأندية، ما لم يكن هناك حلول مالية مجدية.
وكشف درويش عن حيرة داخل النادي بشأن الخطوة التالية، لافتا إلى أن عددا كبيرا من لاعبي فريق الكرة، خرجوا من كشوفات النادي بعد انتهاء عقودهم رسميا، وبالتالي الحاجة لتسجيل لاعبين جدد، وهو أمر مستحيل في ظل العقوبات المفروضة على شباب العقبة.
أما نائب رئيس اللجنة المؤقتة في نادي الحسين إربد محمود الرشدان، فقد اعتبر أن ما يحدث في الأندية، أمر طبيعي بسبب سوء التخطيط، واقبال الأندية على ابرام تعاقدات كثيرة مع لاعبين محليين وأجانب، دون أن تتوافق هذه التعاقدات مع الامكانات المادية للأندية، ما ادخلها في نفق مظلم، أدى لفرض عقوبات عليها.
وقال الرشدان : نسعى في نادي الحسين إربد لاعادة ترتيب الأوراق، من خلال البحث في الشكاوى المقدمة ضد النادي، أملا في حلها من خلال المفاوضات، بحثا عن رفع العقوبة، وبالتالي السماح للنادي بتسجيل لاعبين جدد قادرين على اثراء الفريق في المرحلة المقبلة.
المحامي عماد حناينة الذي يتولى الدفاع عن لاعبين سبق وأن رفعوا قضايا ضد أنديتهم، أكد أن حرمان أكثر من نصف الأندية من تسجيل لاعبين، ليس أمرا مفاجئا، في ظل الاخطاء التي وقعت فيها الأندية واتحاد الكرة في السنوات الماضية.
وأضاف: اتحاد الكرة يسمح للأندية بالتغول على اللاعبين، ما تسبب في تراكم الشكاوى والمبالغ المالية على الأندية، ليكون قرار حرمان الفرق من تسجيل لاعبين جدد طبيعيا، بعد أن عجزت الإدارات عن سداد المبالغ المتراكمة.
وكان لاعبون مشتكون، كشفوا عن امتعاضهم من التسريبات التي تتحدث عن توجه اتحاد الكرة، لتأجيل شكاويهم إلى الموسم المقبل، لاتاحة المجال أمام الأندية المعاقبة محليا لرفع العقوبة، معتبرين أن هذا الأمر يعتبر مخالفا ويؤدي إلى تغول الأندية على اللاعبين