الخطوة التالية..؟

19 ديسمبر 2021
الخطوة التالية..؟

بقلم يزيد ابو عامر

كُنتُ من أَكبَر المتحمسينَ لِفكرَة التعليم عن بعد ،لِأنني رأَيتُ فيه دخولاً إلى عالمٍ تربوي جديدُ الهيئةِ يسمحُ للمعلمِ والطالب بالبحث عن أَفضَلِ الطرقِ المؤدية لإكسابِ الطالب مهارات دراسية وحياتية متنوعة بما تحمِلُه التطبيقات الإلكترونية من مزايا تُغري الطلبة وتُحَفِّزُهُم على الدراسةِ والبحث وهم يجلسون في بيوتهم مرتاحين ومحررين من الأَنظمة الضَّاغِطةِ والقيودِ المحددة لطاقاتِهم وقدراتِهم الكامنة .
ولكن وبعد رجوع الطلبة إلى مدارِسِهِم بعد عامين من الدراسة عن بعد لُوحِظَ مدى التأَخُر الدراسي والضعف التحصيلي الأَمرِ الذي جعل المعلمينَ يبحثون في اسبابِ هذه المعضلة الخطيرة ،فتبين بعد الدراسة الميدانية لعددٍ كبيرٍ من الطلبة أن قلةً منهم كانت تجد الإهتمام بالتقيد بِأوقاتٍ محدودة ومنظمة لتلقي المواد الدراسية ،وفِئَةٍ أُخرى من الطلبة كانت تفتقدُ إلى الجو الدراسي المناسب البعيد عن المشتتات الأَمر الذي جعل الإِستِفادةَ من المنصات الدراسية ضعيفاً .

وَلقَد انقسم مربو الأَطفالِ إلى فِئاتٍ ،فمنهم من كان يجدُ صعوبة في متابعةِ دراسةِ ابنه لِإنشِغالِه بتحصيلِ الرزقِ ،ومنهن من كانت منشغلة بِأعمالِها المنزلية وعلاقاتِها
الإجتماعيةوَبعضاً من أولياء الأُمور رأى في التعليم عن بعد فرصةً لمساعدة ابنه في حل الواجبات وتقديم الإِمتحانات وكأَنَ الهدف من تعليم الأَبناء هو تحسين سُمعَتِهم امام الأَقاربِ والجيران عن طريق إحراز العلامة المرتفعة المزورة،
عدا عن فِئةٍ كبيرةٍ نسبياً من الطلبة تجد صعوبةً في الحصول على شبكة اتصالات إلكترونية او هاتف ذكي يُساعِدُه في متابعةِ دروسه وتقديم واجباته وإختباراته لقلة إمكاناته المادية.
لقد قامت وزارة التربية والتعليم مشكورةً في بداية العام الدراسي لمعالجة هذه المشكلة عن طريق ما يسمى معالجة الفاقد التعليمي إلا إنه لم يكن حلاً كافياً للوصول بالطلبة إلى المستوى المأمول ،لذا فإنني اقترحُ على المعنيين في وزارة التربية والتعليم زيادة الوقت الزمني للحصص في بداية الفصل الدراسي الثاني وكذلك عمل حصص تقوية للمواد الأَساسية ،واعتقدُ أن الأَمرَ يتطلبُ ايضاً إجراءِ تغيير على المناهج ومحاولة إيجاد اساليب دراسيةٍ جديدةٍ تكون اكثر ملائمةً للوضع الجديد