المحامي بشير المومني
في مجموعة ( انا مش كافر ) الغنائية لزياد الرحباني تتجسد عبقرية الفكرة لتمازج عبقرية اللحن وعمق التعبير والاغداق في المعنى الذي يتسلل بسلاسة نحو مسخرة الواقع وخلق نكتة من رحم المأساة ..
امضيت سنوات طويلة وانا استمع لهذا الشريط تحديدا والذي ينال بكل رايدكاليته الواقعية وافراطه الماركسي من الماركسية وبكل شعبيته من الشعب وبكل عمق فكرة الدين من التدين اما آلهة الحكم ووثية الزعيم فتلك مسخرة اخرى في الوصف استدعت ان تمنع هذه الغنائية بكل عذوبتها ورقتها السياسية وما يكتنفها من بلاغة النكتة التي ارتقت ابداعا في اللحن بفجاجة القرار الامني في عالمنا الديمقراطي ..
من اجمل ما ادمنت سماعه في المجموعة مسخرة ( يساعد ويعين ) وتتحدث عن الشراية والبياعين وتسأل المستمع بشراهة في اي جزء من المعادلة هو ( شراية ام بياعين ) ومن ثم تنتقل لوصف غريب عجيب لا تجيب عليه التساؤلات عندما تستظهر ناتج طرح الشراية من البياعين من مجموع الناس بأن هنالك ( بدل فاقد ) وأن العلة .. كل العلة بهذا البدل الذي لا يحتسبه ولا يراه احد !!
لطالما اثارت هذه الاغنية انتباهي واسترعت تحليل التصنيف والفئات والاتجاهات وفي كل مرة كنت اصل الى نتيجة بدل الفاقد هم ( الكمبرادور ) بوصفها الطبقة التي تسمسر على الجميع وتثري على حساب الجميع وتبلغ انتهازيتها عنان السماء بقدرتها على انتهاز حتى تجار الحروب وملوك الطوائف والجماعات المغلقة !!
مجموعة بدل الفاقد هذه تحديدا هي التي ترسم السياسات وتتحكم وتقود البلاد والعباد ولربما بوصف اوضح للعيان تتجسد رمزيا هذه المجموعة بوسطاء المال اصحاب النسبة الآمنة في الربح والخسارة ومن طرفي البزنس وهذه المجموعة هي التي تنتهي اليها الاغنية بالقول ( الله يساعد .. الله يعين .. مجموعات الشرّايين .. مش مقدورن إلا يسبوا كلمة بتبدا بحرف الشين .. هشششش )
