لا ندفن الحر لكن …إلى روح رفيق العمر والدرب المرحوم الدكتور / عبدالوهاب عودة الطراونة

15 ديسمبر 2021
لا ندفن الحر لكن …إلى روح رفيق العمر والدرب المرحوم الدكتور / عبدالوهاب عودة الطراونة

شعر أبو عربي إبراهيم أبوقديري
ماغيّب الموتُ إلا الظلَ و الجسدا

حياً تظلُ وسيفاً حاضراً أبدا

العظمُ و الجسمُ ملكُ الداءِ ينخرهُ

والعزمُ ملكُكَ رُغمَ الداءِ ما ارتعدا

و الموتُ يهدرُ في أذنيك تسمعُه

و باليقينِ ترى أمواجَه زبدا

ترجّل وافقاً في كلِ هيبتهِ

وفي ضيافةِ ربِ العرشِ قد رقدا

والناسُ صنفانِ ذا ميْتٌ بهمتِه

وذاك ثانيةً بالموت قد وُلدا

ظنوا المصابيحَ أن الموتَ يطفئُها

فأشعلَ الموتُ منك الذكرَ متقدا

وأنت أنت على الأيامِ ساريةٌ

وعنفوانُك للترويضِ ماسجدا

والنفسُ شامخةٌ ليست يطوّعُها

رعدٌ توعّد أو برقٌ بما وعدا

لا تنحني ورياحُ الدهرِعاتيةً

وكلِ عاتيةِ قد أنجبتْ ولدا

تحرّضُ العزمَ تعلو في منابرِها

صوتاً تجاوز حدَّ السوطِ وانتقدا

وكلما نفرٌ بالظلمِ قد جهروا

زمجرتَ بالحق في أسماعهم أسدا

وأنت كالسيفِ مالانت عريكتُهُ

قد كنتَ جيشا خميساً جحفلا مددا

وكم ذوي حاجةٍ ضاقتْ بهم سبلٌ

جادت يداك فكنتَ العونَ و السندا

**********
**********
الموتُ حقٌ وكل الناس واردُهُ

سبحانه ليس يستثني ولا أحدا

ويُبعثُ الناسُ يومَ الحشرِ ثانيةً

يومَ القيامةِ كلٌ زرعَهُ حصدا

طوبى لمن عبدَ الإله مُنزَّهاً

إن كان خيراً فخيراً عنده وجدا

تَنزّهَ اللهُ قد جلّتْ مكانتُهُ

ما اختار صاحبةً كلا ولا ولدا

أستودعُ اللهُ نفساً في ضيافتهِ

نرجو اللقاءَ بجناتِ الخلودِ غدا

أن يغفرَ العجزَ والتقصيرَ قد كثرت

منا الذنُوب فلا نحصي لها عددا

**********
**********
منذُ الحداثةِ والأحداثُ طائشةٌ

ماطاش وعيُك إن الفكرَ قد رشدا

معا سلكنا طريقَ الفجرِ شائكةً

نغالبُ اليأسَ و التضليلَ و الرمدا

ماكان وهماً بل يقيناً واعياً

أعيا العتاةَ وعزمُ الفكرِ ما نفدا

من قاب قوسين أو أدنى نطاردُهُ

وكلما قد دنت مرساتُنا ابتعدا

والنهجُ درب عزيزٌ رُغم قسوته

ماشابهتْ أحدٌ في عزمِهِ أحدا

ذا بالتفاؤلِ لا يأسٌ ولا خورٌ

وذاك منكسرٌ أحلامَهُ وأدا

وذلك اغتيلَ خوفاً من نظافتِهِ

أو راهباً طاهراً في عشقِهِ انفردا

وذا تساقطَ مرتداً بخيبتهِ

أما القليلُ – على العلاتِ- قد صمدا

وذاك يسبقُنا وعياً ومرحلةً

قالوا تقاعد أما العزم ما قعدا

وذا شهيدٌ يقودُ الزحفَ ما انطفأت

منه الإرادةَ للعلياءِ قد صعدا

وللمواقفِ و الرؤيا ضريبتُها

لا عِدَّةً يَرهب الأحرارُ أو عددا

هي المبادئُ والقاماتُ تحرسُها

ولم نساومْ عليها في المدى أحدا

لا ندفنُ الحرَّ لكنْ نحنُ نزرعُهُ

منارةً رايةً خفاقةً أبدا