هاله أبورصاع ترد على التل :التربية والتعليم عن بعد

13 ديسمبر 2021
هاله أبورصاع ترد على التل :التربية والتعليم عن بعد

  هاله أبورصاع الحويطات

في مقال نُشر بالامس للكاتب محمد حسن التل الذي نحترم ونُجِلّْ ،

( بعنوان التربية والتعليم عن بعد ) كان لا بد من الوقوف على بعض النقاط التي وردت في المقال ومنها الآتي:

” في بداية أزمة كورونا اعتبرت وزارة التربية التعليم عن بعد إنجازا كبيرا، وكانت تتفاخر بالتجربة، وترفض أي نقاش في الموضوع، كما اعتبرته ركيزة مهمة في تطوير التعليم في الأردن. اليوم، ينقلب الأمر ويصبح التعليم عن بعد تجربة فاشلة في نظر الوزارة نفسها، وتعاند في الإصرار على إبقاء التعليم وجاهيا رغم الوضع الوبائي الصعب الذي يمر في البلاد. كيف انقلب الموقف حيث لا يستطيع أحد أن يفهم ما جرى في تفكير الوزارة بهذا الاتجاه.
إن ما حدث في وزارة التربية من تبديل للموقف يشير بوضوح إلى ظاهرة نعاني منها منذ سنوات طويلة، وهي أن تغيير الأشخاص في المناصب عندنا يتبعه فورا تغيير السياسات، وهذه علتنا الأزلية في عدم وجود سياسات ثابتة اتجاه كل الملفات، وهي السبب الكبير في التخبط بأداء الوزارات والمؤسسات، خصوصا أن متوسط عمر الوزير في وزارته هو ستة أشهر فقط في معظم الأحيان”

وهنا يأتي الرد :

إن الوباء يا سيدي – ولك كل الاحترام والتقدير – كان مفاجئاً ، وفيروسٌ غريب علينا وعلى العالم أجمع،لم نكن نعلم عنه وعن ماهيته،كانت القلوب مرتجفة مما يحدث،والعلماء يفتون فيه ولا يعلمون كيفية الخلاص منه ، وما هي اللقاحات المناسبة للقضاء عليه والحد من انتشاره ، وما زالوا يواصلون الليل بالنهار لاجل الوصول إلى لقاحٍ يثبت نجاعته في القضاء عليه والتصدي له، فكان لابد لوزارة التربية والتعليم ان تحذو حذو مثيلاتها من الوزارات في مختلف بقاع الأرض،وبناء على توصية لجان الصحة والاوبئة بالإغلاقات والتزام المنازل ، ولأنها حريصة كل الحرص على استمرار العملية التعليمية، وحرصاً منها على عدم إسقاط عام كامل وضياع سنة دراسية من عمر الطلبة والطالبات ، اتخذت الخطوة الجريئة والتي كانت ،التعليم عن بعد.

نعلم جيداً أن كل جديد ينقصه الكثير ويبدأ الفرد منا بالإضافات والوقوف على العثرات والملاحظات ، ومحاولة العلاج والتصويب ، هي الطبيعة البشرية فالكمال لله تعالى وحده.

 فلا دخل هنا لوزير في تغيير النهج ولا هي مسألة وزير جديد ووزير قديم، فالوزارة تنتهج استراتيجية عابرة للوزراء، ولكن وضع الوباء وما استجد لم يكن في الحسبان ، وكان أمر طارىء على العالم بأسره.

وإن كانت الوزارة قد أعدت خطة طوارىء ، قد تكون اعدتها ليومين او ثلاثة وبسبب عاصفة ثلجية ، لا وباء جديد كلُّ ما نُشر عنه كان يقول انه خطيرٌ ومرعبٌ ولن يغادرنا قبل ثلاثة اعوام.

إن سياسة وزارة التربية والتعليم ثابتة واستراتيجيتها مستمرة ، وقراراتها يتم اتخاذها حسب إجماع مجلس التربية الذي يقر السياسات والمستجدات بالتشاور ، لا بأمر وزير حالي أو وزير سابق،إنما هو دور تشاركي تفاعلي لمجلس التربية الذي له كل الصلاحيات بموافقة أو مخالفة رأي الوزير، وهنا نقول ، ليست الأمور تتبع الوزير بالتغيير إنما الوزير يتبعها حسب الوقائع ومجريات الامور والحالة الآنية.

فمهما طال عمر وزارة وزير ما أو قصر ، الوزارة تسير وفق النهج المتعارف عليه، ومن خلال مجلس التربية واجتماعاته الدورية التي ما تنفك جاهدة في دراسة الحالة والأوضاع الطارئة واتخاذ القرار المناسب وبالإجماع ، فليس لوزير فرض الرأي واحتكاره ، إنما بالتشاور والاتفاق تتم الامور، لذلك لا يجب علينا وضع اللوم عليه.

أما ما ورد بالنسبة لاتخاذ قرار التعليم عن بعد سابقاً بالرغم من قلة الاعداد المصابة مقارنة بالتعليم الوجاهي اليوم بالرغم من كثرة الاعداد المصابة ،  ما ورد أعلاه كان ردّ شافِ عليه ، فنحن اليوم نعلم جيداً كيف ندير الامور ، بالتباعد الاجتماعي ، وارتداء الكمامات ، واستخدام المعقمات وغيره ، فقداعتدنا على ما يحصل ولم يعد حالة وبائية مبهمة لا نعلم عنها ولا نستطيع حتى نطق اسمها ، اليوم أطفالنا يلفظون كورونا بكل سهولة ، ولنعد قليلا للبداية ، كنا نخطىء بالاسم ونقف قليلاً بالحديث لنتذكره ، أما اليوم بات معروفٌ لدى الجميع.

والكل يعلم كيف يحافظ على نفسه وصحته ، باتباع البروتوكول الصحي اللازم.

أما ما يتعلق بتجربة التعليم عن بعد كانت فاشلة كما ورد في المقال، فلم ترد هذه العبارات على الإطلاق من وزارة التربية والتعليم،بل كانت الوزارة فخورة بما

انجزت حتى لو كان قليلاً‘ فهي تجربة جديدة بالرغم من الإمكانات البسيطة، عداك عن عنصر المفاجأة الذي باغت الوباء العالم به.

فقد كانت الامور ليست بالحسبان،نحن في الاردن لم نعتد على هكذا أمور ، ربما كانت ثلجة قوية تربكنا، فما بالنا بحالة وبائية لا نعلم عنها إلا انها قاتلة آنذاك،وهنا من الطبع أن تفخر وزارة التربية في بداية الجائحة بتجربة التعلم عن بعد ، ولنطلق عليها تجربة تحدي الظروف القاهرة والطارئة والصعبة والتي لم تكن في الحسبان ، ولكن اليوم بتنا أكثر دراية ومعرفة بالوباء.

كل ما ورد على لسان المسؤولين في وزارة التربية هو “أن التعليم الوجاهي هو الأفضل ، ومهما تعلمنا عن بعد لن يكون كالتعليم الوجاهي” وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان ، ولكن للضرورة آنذاك أحكام.

اما بالنسبة للمؤسسية التي وردت في المقال فهي تحصيل حاصل في وزارة التربية والتعليم ، وهناك الكثير من الامثلة على ذلك ، فلم نر بعد اي تعديل وزاري قدوم وزير تربية جديد على مشارف بدء امتحانات الثانوية العامة ، وقام بتغيير البرنامج ، لم نر وزير تربية جديد قلب موازين الامور وكسر قواعد ثابتة في الوزارة تم إرساؤها من خطتها الاستراتيجية ومجلس تربيتها ، لم نر وزير جديد أخل بالعمل بخطة الوزارة الاستراتيجية ، الوزارة تعمل وفق منهج واضح ولها دراساتها واستراتيجيتها التي تسير كما هو مخطط لها ، وإنما نرى المتغيرات عبارة – ربما – عن تشكيلات وتعيينات وترقيات وهي كلها تكون بتنسيبات من المعنيين ولا يقوم الوزير بها جزافاَ.

وفيما يتعلق بإلزامية التطعيم ، فإن الوزارة مرتبطة بهكذا قرارات بوزارة الصحة ، حيث هناك لجان اوبئة هي التي تقرر إلزاميته من عدمها ، فلا قرارٌ فردي من وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن الصحي ، وإنما هو تنسيق بين الوزارتين وحسب النسب وأعداد الإصابات يتم اتخاذ قرار مشترك وتنسيقي بين الجهتين، والدور الاكبر يقع على عاتق لجان الأوبئة والصحة ، فهي من تقوم باتخاذ هذا القرار لأنها صاحبة الاختصاص ، وبناءً على الإحصائيات التي تم إعدادها.

 وهنا ربما اقتضى التنويه

والله من وراء القصد