واجب الدولة توفير حياة كريمة ولقمة عيش ميسورة

10 ديسمبر 2021
واجب الدولة توفير حياة كريمة ولقمة عيش ميسورة

الدكتور أحمد الشناق

توفير الغذاء من واجبات الدولة ومن خلال وزارة تموين وقانون دفاع. فالغذاء أمن وطني وعنوان للسيادة والإستقلال الوطني بتوفيره للمجتمع، وواجب الدولة إيصاله للمواطن وفق قدرات المواطنين المادية، ويرتبط ارتباطا وثيقاً بدخل الفرد والأسرة كحاجة اساسية بإستمرارية الحياة وحفظ صحة المواطن بغذاء جيد ، أساساً لصحة المجتمع وعلى التحديد مجتمعات العالم الثالث ومعاناتها بأمراض سوء التغذية .
في الوضع الأردني، ولحجم البطاله بمستوى غير مسبوق وخط الفقر الذي يتجاوز الملايين من المواطنين، وعدم إعلان خط الفقر من الحكومات المتعاقبة، خوفاً من إعلانه لمستوى تدني الرواتب والاجور في البلاد، وتدني دخل الفرد والأسرة وعجزه عن تلبية إحتياجاتهم الأساسية كالغذاء أولاً .
من المعلوم بأن الأردن يستورد ٨٠٪ من الغذاء، لعوامل عديدة كشح المياة، وعدم تطور التكنلوجيا للتقنية الزراعية وعديد الأمور ليس مكان بحثنا الان .
وعلى ضوء ما تقدم، لا يجوز أن تبقي سلة غذاء الأردنيين بأمن قوتهم لتحكّم السوق بين مستورد ومصدر، وإحتكار دون تنافس حقيقي بما ينعكس على معيشة الأردنيين، واستيراد اللحوم الجورجية كشفت حقيفة سوق اللحوم الحمراء، بتفاصيل هذا السوق الذي يعمل لصالح التجّار وعلى حساب المواطن بغذاءه وقوت حياته المنهكة بمستوى دخلها وبطالتها وفقرها .
وقضية تربية المواشي والحيوانات التي تؤمن ٢٠٪ من حاجة السوق، والتلاعب بالأعلاف وعدم وصولها لمستحقيها من مربي المواشي مباشرة، وغياب خطه وطنية حقيقية بإيجاد المراعي وحفر آبار لهذه الغاية .
وكأن اللحوم الحمراء، وحق الشعب أن تكون بتناول يده وعلى مائدة طعامه، هي مرهونة بتخمة جيوب التجار المحتكرين، والأعلاف لمربي المواشي بيد لعبة تجّار محترفين، وكل ذلك محمي بغطاء وتبريرات حكومية خادعة، ووصل الحال بلجنة نيابية أن تنحاز لقلة قلية، وتعتبر استيراد لحوم جورجية غير مدروسة وليست مصلحة وطنية، بذرائع وتبريرات غير واقعية وأوهى من تبريرات حكومية، لتنحاز للتجار، وعلى حساب الإنحياز لهموم المواطنين وأوجاعهم.
نعم لوزارة تموين غير مرتبطة بوزارة أخرى، ولتؤدي واجبها الدستوري ودورها الوطني في خدمة الشعب ، بقانون دفاع يوقف عمل القانون العادية والعمل بها وتدخل برلمان بتبريرات غير مقنعة، قانون دفاع ينهي الإحتكار ويوفير الغذاء بأوامر دفاع، وبما يلائم دخل الفرد والأسرة ويسد حاجة الجميع، وللفقراء قبل الاغنياء كواجب دولة هدفها خدمة شعبها بحياة كريمة ولقمة عيش ميسورة .