وطنا اليوم:صباح يوم الأحد (21/11/2021) تاريخ لن يُسجل كباقي الأيام في الأجندة الإسرائيلية، بل سيكون له ذاكرة من نوع خاص، قد تُغير كافة القواعد الأمنية والإستخبراتية التي كانت تضعها دولة الاحتلال لضبط وتشديد الخناق والحصار على مدينة القدس المحتلة وسكانها.
ما جرى في هذا اليوم، وما تم سماعه ومشاهدته من خلال الصور والفيديوهات التي انتشرت ووثقت الصراخ والهلع والهروب وأصوات الرصاص التي رافقت العملية البطولية المسلحة التي نفذها فلسطيني قرب أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وأسفرت عن مقتل شرطي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين، أذهل دولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، وجعلتها تبحث عن جواب لسؤال واحد فقط.. ماذا جرى؟، وكيف؟
مدينة القدس المحتلة وضواحيها شهدت طوال الشهور الماضية وسائل مقاومة مختلفة للاحتلال كان أبرزها الطعن والدهس، لكن الاشتباك المسلح من نقطة الصفر، فهذا نوع جديد يعيد بذاكرتنا لسنوات طويلة، قد تغير قواعد اللعبة الأمنية الإسرائيلية بأكملها داخل دولة الاحتلال.
مصادر عبرية إسرائيلية كشفت في معلومات أولية أن منفذ عملية باب السلسلة بالقدس المحتلة هو أحد قيادي حركة “حماس”، وقالت قناة “ريشت كان” ان منفذ العملية هو فادي أبو شخيدم 42 عاماً ، من مخيم شعفاط ومن النشطاء المعروفين في “حماس”، موضحةً ان الهجوم كان مخططاً له.
وقال وزير الأمن الداخلي للاحتلال عومر بارليف، إن عملية إطلاق النار في القدس التي نفذها فادي أبو شخيدم الذي ينتمي لحماس كانت مدبرة، مضيفًا أن المنفذ يأتي كل يوم للصلاة في الأقصى واليوم وصل بسلاح عادي ونفذ إطلاق نار.
واستشهد شاب فلسطيني وقتل جندي إسرائيلي وأصيب 4 أحدهما بحال الخطر خلال عملية إطلاق نار قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بمدينة القدس.
كشفت وسائل إعلام عبرية تفاصيل أولية عن العملية الفدائية لإطلاق النار في باب السلسلة “أحد أبواب المسجد الاقصى” بالقدس المحتلة ، وبينت ريشت كان العبرية ان عملية اطلاق النار نفذها شابين أحدهما أطلق النار على مستوطنين وقوات “حرس الحدود” والآخر ساعده وفر من المكان.
وأوضحت “يديعوت احرونوت” انه تم استخدام سلاح من طراز “كارلو” في العملية أحد المنفذين أطلق النار والآخر حاول طعن أفراد شرطة الإسرائيلية بعد إصابتهما لكنه لم يتمكن وفر من المكان.
واشارت قناة12 العبرية ان منفذ العملية تنكر بزي مستوطن حريديم وكان يحمل سلاح رشاش.
ويشار الى ان العملية التي تم تنفيذها أدت تأتي العملية بعد ثلاثة أيام فقط من عملية طعن لشرطيين جندي ومجندة في قوات حرس الحدود في شارع حجاي قرب مدرسة عطروت هكوناهيم في البلدة القديمة بالقدس، استشهد خلالها المنفذ.
وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية إطلاق النار التي نفذها شاب في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة والتي أدت لاستشهاده ومقتل جندي وإصابة ثلاثة أخرين، مؤكدة أنها رد طبيعي على تصاعد إرهاب جنود الاحتلال ومستوطنيه.
أعلنت حركة حماس أنّ “العملية عند باب السلسلة صباح اليوم تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة في مدينة القدس المحتلة وأحيائها”.
وقال المتحدث باسم “حماس”، حازم قاسم، عبر حسابه في تويتر “عملية فدائية في القدس المحتلة التي ستظل تقاتل حتى طرد المحتل”، مضيفاً أنّ “القدس المحتلة لن تستسلم لواقع الاحتلال البغيض”.
بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذه العملية هي رد طبيعي على تصاعد إرهاب المستوطنين وجنود الاحتلال وامعان حكومة الاحتلال في عدوانها وسياسات الهدم والتهجير التي تطال أهل القدس.
وحملت الحركة الاحتلال كامل المسؤولية عن سياساته، مضيفة “وواهم من يظن أن الشعب الفلسطيني سيستلم أمام سياسات الاحتلال وقوة الإهاب الذي يمارسه الإسرائيليين”.
واعتبرت أن “العملية البطولية تدلل على قوة وحيوية المقاومة وتمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة كنهج قادر على ردع الاحتلال وكسر عنجهيته”.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين “نبارك منفذ عملية باب السلسلة اليوم والسواعد الباسلة الرافضة للغطرسة الصهيونية ونطالب بتصاعد العمل المقاوم ضد جنود الاحتلال في كافة أماكن التماس”.
ودعت المناضلين والمقاتلين وكل من يمتلك السلاح إلى الانتفاض وتحويل نهار وليل الاحتلال جحيماً وناراً تحرقهم، حسب البيان.
بدورها، باركت كتائب الشهيد جهاد جبريل العملية الفدائية، مؤكدة أنها رد طبيعي على تغول جنود الاحتلال ضد أهل القدس والضفة الغربية.
واحتلت إسرائيل البلدة القديمة وأجزاء أخرى من القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تحظى باعتراف دولي.
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتقول إسرائيل إن المدينة بأكملها هي عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم.