وطنا اليوم:منذ الاعلان عن توقيع اتفاقية بين إسرائيل والأردن والإمارات لبناء مزرعة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية والتي من المتوقع ان تبرم خلال الايام القليلة القادمة ، أعلن الشعب الأردني بكافة اطيافه موقفه البديهي والمتوقع بكل صرامة وحزم وقوة رفضه للاتفاقية التي وصفت بـ “العار”.
ويبدو ان حلقة اقناع الحكومة تتمحور حول الملف المائي في الاتفاقية الجديدة، خاصة ان الاردن يعاني من ازمة مائية غير مسبوقة والخوف سيطر على الاردنيين في الآونة الاخيرة نتيجة جفاف السدود التي تعتبر صمام امان للقطاع الزراعي فضلا عن النقص الحاصل في مياه الشرب.
أي عملياً ما يمكن فهمه من خلال ما نشر من معلومات حول الاتفاقية هي عبارة عن مقايضة بين الطرفين احدهم يحتاج الماء والاخر الكهرباء، رغم ذلك لا يمكن تبرير عملية التطبيع برأي النائب البرلماني صالح العرموطي وفي المقابل للطرف الاردني عدة بدائل لحل جميع ازماته بعيداً عن اللهاث والانزلاق وراء اسرائيل والتمويل الإماراتي.
وعلى وقع شعار اسرائيلي بعنوان “الكهرباء مقابل الماء” شن أردنيون وناشطون في مقاومة التطبيع حملة شرسة وواسعة على الصفقة، ووجهوا سهام انتقادهم للحكومة بسبب اغفالها وتعمدها كشفها عن وجود اتفاقية مع الكيان الصهيوني والتي من لتجاوزها إرادة الشعب الاردني بدليل عدم المفترض توقيع اي اتفاقية من شأنها المساس بحقوق الاردنيين العامة والخاصة ان تعرض على مجلس النواب وهو مخول برفضها او الموافقة عليها.
ونص المادة 33 من الدستور الاردني تنص صراحة على أنه يجب على اي اتفاقية ان تمر عبر مجلس النواب الذي سوف يقوم برفضها ولن يقبلها نهائيا، كونها مجلس الامة الاردني اخذ موقف من التعامل مع الكيان الصهيوني.
وفي هذا الجانب، اعتبرت العديد من النخب السياسية والحزبية المعارضة، ان اتفاقية مزرعة الطاقة الشمسية التطبيعية واتفاقية غاز الفلسطيني المسروق ووادي عربة اصبحت جميع هذه الاتفاقيات تهدد أمن الأردن ومستقبله وربط اقتصاده ومقدراته بيد الكيان الصهيوني هو اشارة واضحة لإضعافه وتفتيته، مؤكدين في ذات السياق أن جل ايرادات هذه الاتفاقيات بمثابة تمويل لجيش الاحتلال في سبيل استباحة الدم الفلسطيني.
وعلاوة على ذلك، توالت الردود المنددة بقرار الاتفاقية ودعا العديد من المغردين بتجاوز التفاعل العالم الافتراضي إلى الشارع لا سقاط اتفاقية الطاقة الشمسية وباقي الاتفاقيات مع العدو الصهيوني.
وعلى صعيد مرتبط، أعربت الحملة لوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الاحتلال الإسرائيلي عن رفضها واستنكارها لاتفاقية الطاقة الشمسية، متسائلةً في منشور عبر صفحتها الرسمية فسيبوك ” لماذا لا تمرّ المشاريع الاستراتيجية الكبرى إلا ويدخل الصهاينة على خطها؟ خط الغاز العربي شبك عليه الصهاينة؛ ناقل البحرين لتوفير الماء للأردن، وهو مشروع يقوم بالكامل داخل الأراضي الأردني، وتكلفته متواضعة (مقارنة بالمليارات المهدورة على صفقة الغاز المسروق التي لا حاجة لنا بها)، أدخل الصهاينة عليه، وقاموا بتعطيله عندما ابتزونا برفضهم إتمامه. الآن: الطاقة الشمسية. لماذا، ولصالح من، يتم تسهيل دخول الصهاينة على مصادر طاقتنا السيادية؟”.
كما استوضحت الحملة في سؤال اخر “إلى متى سيظل أصحاب القرار يقدّمون مصالح الصهاينة على مصالح بلدنا ومواطنينا، ويدعمون إرهابهم ومستوطناتهم من جيوبنا؟”.
وقال الخبير الاقتصادي الأردني عامر الشوبكي حول اتفاقية الطاقة الشمسية على “امن الطاقة والامن المائي تدريجياً يخرج من يد الاردن لصالح الاحتلال واصفاً الاتفاقية بـ الخطر الوجودي”.
وبين الشوبكي في منشوره أن المخطط هو ان يصبح الاحتلال مركز الشرق الاوسط للطاقة والماء والتجارة.