الجنود الروس يدفعون الرشاوى للذهاب إلى سوريا

11 نوفمبر 2021
الجنود الروس يدفعون الرشاوى للذهاب إلى سوريا

وطنا اليوم:أصدرت محكمة عسكرية روسيّة أحكاماً بالإدانة على عشرات من الجنود الروس، الذين دفعوا رشاوى في محاولة لضمان مقعد لهم في جولات الخدمة العسكرية في سوريا التي مزّقتها الحرب، وذلك سعياً وراء ما توفره الخدمة هناك من رواتب أعلى وامتيازات إضافية.
صحيفة The Times البريطانية، نقلت الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن صحيفة روسية قولها إن أكثر من 30 جندياً دفعوا لمحامٍ عسكري مبالغ تراوحت بين 20 ألفاً إلى 40 ألف روبل (280 إلى 560 دولاراً)، في محاولة لضمان نقلهم إلى إحدى القواعد الروسية في سوريا.
وقالت الصحيفة إن عسكريين، منهم جنود وضباط، أرادوا الذهاب إلى سوريا للحصول على رتبة “محارب قديم” عند عودتهم من الخدمة، وما يكفله ذلك من استحقاقات شهرية مدى الحياة، وراتب إضافي وإجازات إضافية، كما يوفر ذلك بدلات يومية خلال فترة الخدمة في سوريا.
بحسب الصحيفة، فإن الجنود الروس الذين يخدمون في سوريا يتقاضون رواتب تصل إلى 200 ألف روبل (نحو 2800 دولار) شهرياً، فيما يتقاضى الضباط ما يصل إلى 300 ألف روبل (نحو 4200 دولار)، أي أعلى بكثير من متوسط الأجور التي يتقاضاها جنود الخدمة في روسيا، كما أن الأموال تُدفع بالعملات الأجنبية، وتُودَع باسم متلقّيها في أحد البنوك الروسية في الخارج.
وبعد إدانة هؤلاء الجنود، أوقعت المحكمة العسكرية غرامات على كل منهم، تتراوح ما بين 30 ألف روبل (نحو 420 دولاراً) و90 ألف روبل (نحو 1256 دولاراً).

القوات الروسية بسوريا
يُذكر أن روسيا نشرت عشرات الآلاف من أفرادها العسكريين في سوريا، منذ دخول قواتها المسلحة الصراع لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، في سبتمبر/أيلول 2015.
حيث قال مسؤولون إن 112 جندياً روسياً قُتلوا في العمليات القتالية منذ بدء الحملة العسكرية الروسية، ومع أن الخدمة العسكرية إلزامية في روسيا، فإن موسكو لم تستعِن في سوريا إلا بجنودها المحترفين.
وتدير روسيا منشأة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية، وقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصراع في سوريا بأنه فرصة “لا تقدر بثمن” لتطوير القدرات القتالية للجيش الروسي واختبار أسلحة جديدة.
فيما جدّ تحقيق صادر عن الأمم المتحدة، العام الماضي، أن روسيا مسؤولة عن جرائم حرب عديدة في سوريا، شملت قصف أهداف مدنية، واتهمت جماعات حقوق الإنسان الطائرات الحربية الروسية باستهداف المستشفيات والبنى التحتية المدنية الأخرى في سوريا، فضلاً عن الاختفاء القسري والتعذيب. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن روسيا قتلت أكثر من 8600 مدني، منهم نحو 2000 طفل منذ عام 2015، وتنفي موسكو أن تكون غاراتها الجوية قتلت مدنيين.