التنمية والمرأة

27 أكتوبر 2021
التنمية والمرأة

بقلم هدى العمارين
منذ بدايات النشاط الانساني على هذه الأرض، تطور مفهوم التنمية في المجتمعات البدائية بداية من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والامني، ومع مرور الزمن أصبح تحقيق التنمية المستدامة يتعذر دون مشاركة المرأة على مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومع مطلع السبعينات من القرن الماضي بدأت السياسات التنموية تركز على العنصر البشري حيث اخذ مفهوم التنمية البشرية بالتبلور شيئا فشيئا.
وعند الخوض في مفهوم التنمية، فإنها تشمل على اربعة عناصر أساسية هي: الانتاجية، العدالة الإجتماعية، الإستدامة، التمكين. بحيث توفر الإنتاجية ظروف مشجعة للإنتاج والمشاركة الفاعلة في زيادة الدخل ويمثل هذا عنصر النماء الإقتصادي. أما العدالة الإجتماعية فتشمل تساوي جميع أفراد المجتمع في الحصول على نفس الفرص وذلك برفع الحواجز التي تحول دون وصول المرأة والرجل اليها بالتساوي في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية.
واذا ناقشنا مفهوم الإستدامة فلن تكون إلا برسم سياسات تنموية واضحة قابلة للقياس، وذلك عن طريق مأسسة التنمية في مفهومها الشامل من خلال مشاركة جميع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الحكومي لضمان هذه الاستدامة للأجيال القادمة. وعند الخوض في مفهوم التمكين فإنني اركز على ان تكون التنمية من صنع المجتمعات وليس من أجلهم، وهذا يحتم مشاركة المرأة والرجل في صنع القرارات والسياسيات المتعلقة بحياتهم اليومية .
لذلك فإن إرساء مبدأ العدالة في توزيع الموارد الأساسية داخل وخارج المنزل بين الرجل والمرأة – العدالة في الخدمات التعليمية والصحة الوقائية والعلاجية وتوزيع الموارد وزيادة الدخل وفرص العمل يبرز دور المرأة كعضو فعال في دفع عجلة التنمية، ويسلحها لأداء دورها وتحقيق الرفاهية كعضو مشارك في الأسرة والمجتمع، وهنا اؤكد على دور المرأة في الاسرة كلبنة أساسية في بناء مجتمع قوي.