وطنا اليوم – ”يلي بيركض يا سلوى بتنقطع رجله،” هذا ما قاله رئيس الوزراء آنذاك سمير الرفاعي للناشطة سلوى زيادين، عندما قابلها برفقة وفد نسوي طالب بحق النساء في الانتخاب والترشح بالانتخابات.
ولدت سلوى زغيب في دمشق لأسرة لبنانية عام ١٩٢١، بدأت دراستها هناك وثم انتقلت إلى بيروت بعد حصولها على منحة لتفوقها، تعرفت صدفة على الناشط الشيوعي الأردني يعقوب زيادين أثناء دراسته في الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث عاشا بعد زواجهم عام ١٩٥٠ في القدس الشرقية بسبب عمل يعقوب كطبيب هناك.
تعرضت سلوى للسجن أول مرة في حياتها عام ١٩٥٢، عندما شاركت في مظاهرة بعمّان دعماً للشعب العراقي، والمرة الثانية كانت بعد اعتقال زوجها بعد الانتخابات النيابية عام ١٩٥٤، فتم نفيها مع أولادها الإثنين إلى قرية السماكية في الكرك.
عاشت هناك ظروفاً صعبة، فالمياه كانت تأتي على ظهور الجمال من وادي الموجب، وكانت نساء السماكية يلبسن المدارق مقلوبة حزناً عليها.
انتقلت بعدها للعيش في برلين الشرقية بعد قبولها عملاً مع الاتحاد النسائي العالمي، وكان الوضع هناك أيضاً صعباً بعد انقسام ألمانيا لشرطين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إذ تذكر سلوى مرة وقوفها بالبرد القارص لمدة ثلاث ساعات للحصول على دجاجة لإطعام عائلتها.
عادت العائلة إلى الأردن بعد قضاء زوجها يعقوب ثماني سنوات متواصلة في سجن الجفر بنهاية عام ١٩٦٥.
على مدى ٦٥ عاماً (توفي يعقوب عام ٢٠١٥)، لم تشاركه سلوى فقط في حياته الشخصية، بل أيضاً بنضاله وبالمبادئ التي آمن بها وضحى من أجلها.
قصة حياة سلوى زيادين ليست قصة اعتيادية، فهي أول امرأة أردنية تنضم لحزب سياسي، وهي من أبرز قادة الحركة النسائية الأردنية والحزب الشيوعي الأردني. توفيت سلوى زيادين رحمها الله قبل ايام عن عمر ناهز المائة عام.