د . صالح السعد
دأبت الجهات المعنية منذ فترة على دعوة المواطنين إلى الإلتزام بالقوانين والتعليمات المرعية التي من شأنها تنظيم سير العملية الإنتخابية بيسر وسهولة ، مع الإلتزام بوسائل السلامة العامة للحد من زيادة العدوى بالكورونا بين الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم ، سيما وأن إجراءات الوقاية خلال عملية الإدلاء بأصوات الناخبين تم الإستعداد لها وتنفيذها بصورة إبداعية ابتكارية فريدة تنظيمياً ووقائياً وسرعةً ، وحققت نجاحاً باهراً في جميع الإجراءات التي جرى تنفيذها خطوة بخطوة بطريقة تريح النفوس وتدعو إلى الإطمئنان .
إلا أن المنغصات جاءت بعد إنتهاء العملية الإنتخابية من خلال خروج فئات من المواطنين عن حدود القانون الوضعي والقانون الإجتماعي والأخلاقي ، ضاربين عرض الحائط بكل التعليمات والقوانين والتحذيرات الأمنية ، وعدم مراعاة الجهود الجبارة التي تبذلها الأجهزة الأمنية قبل وأثناء وبعد الإنتخابات النيابية من سهر وحضور متواصل لإنجاح العرس الوطني .
إن هذه الفئة تسيئ للوطن بالدرجة الأولى لأنها لاتحترم قوانينه وتعليماته ، وتسيئ أيضاً للمرشح الذي حالفه الحظ أومن لم يحالفه الحظ ، كل هذا الإستهتار واللامبالاة يحصل رغم مناداة جميع الجهات المعنية بضرورة الإلتزام التام بالتعليمات ، والتحذير من أن أي مخالفات ستكون تحت طائلة القانون تحت أي ظرف . ورغم هذا وذاك ، فقد أصر هؤلاء الخارجون عن القانون أن يسيئوا إلى الديمقراطية التي خرجوا من أجل التصويت لإدامتها ، ودون يقظة من ضمير أو حس بالمسؤولية الوطنية ، وما داموا لم يسمعوا كل ذلك وأصموا السمع ، فالأولى بهم أن يسمعوا صوت القانون لعل وعسى يعودوا إلى رشدهم ، أو كما يقول الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد