أبو كركي: البحر الميت يفقد مليار متر مكعب سنويا

14 أكتوبر 2021
أبو كركي: البحر الميت يفقد مليار متر مكعب سنويا

وطنا اليوم:قال الدكتور نجيب ابو كركي أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل، ان البحر الميت يعد حالة جيولوجية ومناخية فريدة، فهو يقع في أكثر بقاع الأرض انخفاضا، على عمق 417 مترا تحت سطح البحر بحسب قياسات عام 2003، بينما كان على عمق 392 مترا في الستينيات من القرن الماضي، مما يعطي فكرة عن كمية المياه التي فقدها خلال العقود الماضية بسبب التغيرات التي شهدها مما ادى الى تغير مستواه.
واضاف ابو كركي خلال محاضرة حول ظاهرة الحفر الانهدامية في منطقة الاغوار الجنوبية -البحر الميت،بحضور وزير المياه والري المهندس محمد النجار وامين عام الوزارة الدكتور جهاد المحاميد وامين عام سلطة وادي الاردن بالوكالة المهندسة منار محاسنة، ان البحر الميت يتغذى من عدة مصادر،اهمها نهر الأردن الذي يصب فيه من جهة الشمال وتأتيه شرقاً كميات لا بأس بها من المياه مصدرها وادي زرقاء ماعين ومن نهر الموجب وغرباً من عين جدي، مبينا ان البحر الميت يعتبر من مناطق السياحة العلاجية الأكثر نشاطا في المنطقة خاصة وان الأملاح الموجودة به تساعد في شفاء كثير من الأمراض الجلدية كذلك يساعد جوه ذو الرطوبة المشبعة بالأملاح صيفا على شفاء بعض أمراض الجهاز التنفسي كالربو.
كما ويعتبر البحر الميت أيضا من المراكز الاقتصادية التي تتواجد عليها كثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية.
وبين ابو كركي ان البحر الميت بدأ يشهد منذ عقود انحسار مياهه نتيجة تراجع تزويده من نهر الاردن الذي يعتبر الشريان الرئيس للبحر الميت، اضافة الى التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة الذي يؤدي الى تبخر المياه بكثافة، وشح الأمطار والتوسع في استخدام مصادر المياه المغذية للاغراض المختلفة بحيث أصبح ما يتبخر من مياهه بفعل ارتفاع الحرارة يفوق ما يحصل عليه،وبمعدل مليار متر مكعب سنويا تقريبا.
واضاف ابو كركي ان الحد الأعلى من فقدان المياه في البحار هو ميلمتر واحد لكل عشرة أعوام بحيث لا يؤثر على توازنها، أما في البحر الميت فقد ادى الى انخفاض البحر الميت في بعض السنوات الى 1.4م سنويا وهذا بدوره ادى الى تحول المناطق المجاورة للبحر الى جافة ويابسة هشة بها تراكيب ملحية كثيرة في طبقات الأرض السفلية، تذوب بفعل المياه العذبة التي تأتي الى البحر الميت من مصادر مختلفة مما يخلق فجوات في طبقات الأرض وبالتالي تتحول هذه الفجوات الى حفر انهدامية قابلة للانهيار بأي وقت.
واضاف ان من أكثر المناطق التي تأثرت بهذه الظاهرة هي منطقة غور حديثة حيث تشكلت فجوات في سطح الأرض بلغ نصف قطر بعضها 15 مترا وعمقها 25 مترا، ومن المنشآت التي انهارت نتيجة هذه الظاهرة استراحة الضمان الإجتماعي عام 1999 وسد البوتاس رقم 19 عام 2000.

وقدم أبو كركي اقتراحات لدراسة محيط البحر الميت خاصة المناطق المزمع إقامة مشاريع فيها بشكل جيد قبل الشروع بتنفيذ اية مشاريع، موضحا انه ليست كل المناطق معرضة للانهيارات وليست على نفس المستوى، وكذلك اهمية إقامة نظام إنذار مبكر يستند في عمله الى تقنية التداخل الراداري التي تستطيع التنبيه للتشوهات الجيولوجية قبل استفحالها وانتقالها لمرحلة الانهيارات الخسفية بوقت كاف قد يمتد لعدة سنوات.

وفي نهاية المحاضرة أعرب وزيرالمياه والري المهندس محمد النجار عن شكره وتقديره للدكتور نجيب ابو كركي على هذه المحاضرة القيمة ونتائج الابحاث والدراسات التي قام بها لمتابعة تطورات الوضع في البحر الميت، مؤكدا ان وزارة المياه والري تعمل بجد لايجاد حلول لانقاذ البحر الميت كونه إرثا تاريخيا يجب المحافظة عليه.