بقلم : الدكتورة هيا عاشور / كلية الإعلام موسكو
بالفترة الاخيرة تكثر الاراء عبر منشورات وتغريدات حول اي سلوك يصدر من احدى الشخصيات العامة، سواء كانت ناشطة او مؤثرة او سياسية او تعمل بالعمل العام ، وفي كل يوم تضج صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ب (ترند ) جديد .
في احدى محاضرات العلاقات العامة، سالتني طالبة، عن مصطلح اغتيال الشخصيات، وتنميط وتاطير الصور الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وكيفية التعامل مع هذه الحالات او الهجمات .
فأجبتها: ان العرب يسمون الحيوانات عجماء، وذلك لأن العجماء لا تنطق ولا تتكلم، ولا تبين عن نفسها، فلا يدرى متى تتألم، وماذا تريد، وماذا تحتاج، ولا يعلم عنها شيئاً؛ لأنها لا تنطق ولا تعرب عن نفسها، أما الإنسان فميزه الله عز وجل بقوله: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ”
لذلك كثيرا ما ارى الناس تسألني ما رأيك او ما هو موقفك، بما قال فلان او بما فعل؟ وارى فئة يستشرسون بالدفاع عن فلان/ة، واخرى بتلويمه/ها .
ومن الحكمة برأي ان من قال او فعل واستوجب تساؤلات الناس حول تصريحه او فعله، هو اولى الناس بالاجابة والرد والدفاع عن نفسه وتوضيح موقفه لو اراد ذلك.
قال الشاعر
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاد فلم تبقَ إلا صورة اللحم والدم
وكم ترى من صامت لك معجبٍ زيادته أو نقصه في التكلمِ
وانا اؤمن تماما أن قدر الإنسان ومنزلته ومكانته تكمن في ما يقوم به ويحسنه من قول وعمل وسلوك وتصرفات وعلم ومعرفة، لأن هذه جميعا ً مقاييس عملية لقياس قيمة الإنسان.
وبغير ذلك صمت المرء عما ليس من شانه افضل له ،وحسن نيته بالاخر خير له، وان لا يتنطح بكل امر ويتحدث عنه.
ومن قال انه قول البعض دفاع عن المظلوم، المظلوم هو الانسان الذي وقع عليه الظلم وانتهكت حقوقه ولا يملك من امره شيئا ولا يستطيع ان يرفع الاذية عن نفسه، اما من يعمل بالشأن العام وله منبر اتصالي ويستطيع ان يوصل صوته ، يستطيع ان يصارح ويصرح بما يريد والجمهور له القرار والحكم، كما كان له ذات الاداة بالسابق بتقيم عمله وسلوكه ،اما ان يصدق ويعذر واما ان تنخفض مستوى مصداقية الشخص ونزاهته ومهنيته امام الجمهور.
وبطبيعة الحال التعليقات التي تنشر حول اي شخصية، هي بشكل او باخر تعكس قيمة صاحبها، مستواه الفكري وبيئته وثقافته، ودام ان صفحات التواصل الاجتماعي تضم كافة شرائح المجتمع، فمن الصعب جدا ضبطها، ومن هنا اختلط على الكثيرين ، مصطلح النقد المتخصص،والتنمر او التهجم او اغتيال الشخصية.
اما ردات الفعل العامة الشعبية، تعبر عن موجة اما بالغضب العام او بالرضا العام .