عامر الشوبكي/ باحث اقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة
وطنا اليوم-يستعد الاردن لتزويد لبنان بالكهرباء مروراً بالشبكة الكهربائية السورية التي استكملت فيها الاعمال الفنية وتم التأكد من جاهزيتها، ويأتي اجتماع وزراء الطاقة للدول الثلاث في عمان اليوم ، لوضع جدول زمني محدد لتزويد لبنان بالكهرباء، واستكمال لخطة العمل، فيما سيرتكز موعد البدء بتزويد لبنان بالكهرباء الاردنية او الغاز المصري على التمكين المالي للبنان من خلال البنك الدولي .
وتم الاتفاق على تزويد الجانب اللبناني ب 250 ميغاوات ساعة من الكهرباء وتشكل 8% من حاجة لبنان التقديرية حول 3000 ميغاوات ساعة ، ويمتلك الاردن استطاعة لتوليد الكهرباء تشكل اكثر من ضعف حاجته البالغة بالمعدل 2800 ميغاوات ساعة، وتصدير الكهرباء يمثل فرصة للاردن لتقليص العبء المالي على قطاع الطاقة الاردني، في ظل انفتاح اقتصادي مع سوريا بعد إعادة فتح معبر جابر بين الأردن وسوريا و عودة الطيران بين عمّان ودمشق، و غض الطرف الامريكي عن العقوبات على سوريا وقانون قيصر، والحاجة الانسانية الملحة للكهرباء في لبنان.
كما من المتوقع أيضاً ان يتم تزويد سوريا بالكهرباء الاردنية لوجود عجز كبير اخر في النظام الكهربائي السوري، ووجود اتفاق سابق بين الاردن وسوريا في الربط الكهربائي بقدرة 1000 ميغاوات ساعة.
وقد استئناف لبنان التواصل مع صندوق النقد الدولي الذي طلب خطة انقاذ تبدأ باصلاحات هيكلية لقطاعات عدة من بينها قطاع الكهرباء المنهار والقطاع المصرفي واجراء تدقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان، وخطوات اخرى لرفع الدعم وآلية التنفيذ، واعتبرها شروط لاي حزمة مساعدات قد يحصل عليها لبنان الذي تعهد بحلول عادلة للدائنين واستئناف خطة الانقاذ الاقتصادي التي من شأنها أن تضع حدّاً لانهيار الاقتصاد اللبناني الذي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، و جفاف السيولة النقدية من العملات مع استنزاف احتياطات مصرف لبنان وفقدان الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها ووضع 78% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وسط هجرة بالآلاف للمقتدرين والميسورين.