بقلم: عمر هزايمة
صدرت الإرادة الملكية السامية بتكليف دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة ليكون رئيس الوزراء الثالث والأربعين لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية منذ تأسيسها، ونحن نقترب من الإحتفال بالمئوية الثانية لتأسيسها، وليكون رئيس الوزراء الثاني عشر في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أطال الله في عمره، فكان الإختيار يعكس رؤية ملكية سامية تستشرف المستقبل المشرق للأردن بإذن الله، حيث تدل السيرة الذاتية لدولة الرئيس المكلف على دراية وخبرة واسعة وعميقة بالشأن الوطني والإقليمي والدولي.وقد جاء كتاب التكليف السامي ليعكس ثقة جلالة الملك المعظم بدولة الرئيس المكلف وقدرته على تحمل الأمانة والمسؤولية الوطنية الكبيرة نتيجة خبراته الكبيرة التي نتجت عبر عقود خدمته الممتدة في مواقع المسؤولية في الدولة الأردنية. وكان كتاب التكليف السامي شاملاً في توجيهاته لرئيس الوزراء المكلف وللحكومة الجديدة في ظل ظرف محلي وإقليمي ودولي إستثنائي يتمثل في جائحة كورونا، حيث أكد جلالة الملك حرصه على صحة المواطن وسلامته عبر ضرورة الإستمرار في الإجراءات والتدابير الصحية المدروسة للتعامل مع الجائحة بشكل يوازن بين الصحة والاقتصاد ورزاق الناس وتحسين النظام الصحي. وبين جلالة الملك في كتاب التكليف السامي أن الأردن إعتاد على مواجهة الصعاب والخروج منها أقوى وتحويل التحديات إلى فرص. كما وجه جلالته دولة الرئيس المكلف على ضرورة الإستمرار في تعزيز نهج الاعتماد على الذات والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة والاستمرار في الإصلاحات الإقتصادية والمالية والهيكلية لتحقيق النمو الشامل والمستدام، وعلى أن ابواب العلم لم تغلق حيث بيّن كتاب التكليف ضرورة مواصلة العمل على تطوير منظومة التعليم عن بعد وتقييم تجربتها وإنضاجها، وعلى أهمية الحماية الإجتماعية عبر تطوير منظومة الامان الاجتماعيي، وعلى النهوض بقطاعات الزراعة والسياحة والطاقة والنقل لرفد الاقتصاد الوطني وتعزيزه، وإيلاء الشركات الصغيرة والمتوسطة عناية الحكومة لأنها من دعائم الاقتصاد الوطني، وعلى أهمية استمرار الحكومة في نهج الشراكة بين قطاعات الدولة المختلفة وتذليل العقبات أمام الاستثمار الوطني والأجنبي، وتطوير الجهاز الاداري للدولة عبر إمكانية دمج بعض الوزارات والهيئات لرفع كفاءة القطاع العام وتحسين الخدمات، وضرورة إعدادٍ مناسب وواقعي لميزانية الدولة لتعكس الايرادات والنفقات المتوقعة وتحفيز الإنتاجية، وترسيخ مبدأ سيادة القانون،وطمأنة الناس على المال العام وإدارة المؤسسات بكفاءة عالية والمضي في تطبيق الحكومة الإلكترونية. وفيما يتعلق بالإنتخابات النيابية القادمة، فقد وجه جلالته الحكومة وجميع مؤسسات الدولة إلى دعم الهيئة المستقلة للإنتخاب وتزويدها بكل ما تحتاج. وأما القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ورفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى فيؤكد جلالة الملك أنهم موضع الفخر والاعتزاز وضرورة مواصلة رعايتهم والاهتمام بهم وتحسين الواقع المعيشي لهم. ويؤكد جلالة الملك في كتاب التكليف السامي لدولة الدكتور بشر الخصاونة على دعم الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعلى المسؤولية التاريخية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف من منطلق الوصاية الهاشمية عليها. كما وجه جلالته الحكومة على ضرورة إعطاء الاولوية للعمل على تعزيز التنسيق والعمل العربي المشترك والتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بما يحقق المصالح العربية المشتركة. وختاماً خالص التهنئة لدولة الرئيس المكلف الدكتور بشر الخصاونة بالثقة الملكية السامية، ونرجو الله له ولفريقه الوزاري التوفيق والنجاح في خدمة الأردن في ظل الراية الهاشمية، إنه نعم المولى ونعم المجيب.