جنرال بجيش الاحتلال: حرب 73 ستكون نزهةً مُقابِل ما سيحصل في الحرب القادِمة

15 سبتمبر 2021
جنرال بجيش الاحتلال: حرب 73 ستكون نزهةً مُقابِل ما سيحصل في الحرب القادِمة

وطنا اليوم:ما زال العديد من الخبراء العسكريين والأمنيين يُحذّرون من عدم جاهزية جيش الاحتلال، والجبهة الداخليّة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ للحرب المُقبلة، ويؤكِّدون أنّه إذا لم يتّم تدارك الأمر على وجه السرعة فإنّ الأمور ستكون صعبةً وكارثيّةٍ على الدولة العبريّة.
وفي هذا السياق قال اللّواء في احتياط جيش الاحتلال، والمسؤول السابق لملف تلقّي شكاوى الجنود في جيش الاحتلال الإسرائيليّ يتسحاق بريك لإنَّه في “حرب يوم الغفران، أيْ حرب تشرين من العام 1973، كانت نقطة تحوُّلٍ ليس فقط بالنّسبة لي ولكن لجميع الإسرائيليين. دخلنا إلى هذه الحرب بالقدم اليسرى، لقد خرجنا من حرب أيام الستة بشعورٍ ساميٍّ بأنّنا الأقوى والأفضل في العالم، ولم نستعدّ للحرب المقبلة، وتلقّينا ضربةً ضخمةً خلال الأيام الثلاثة الأولى وهنا إسرائيل مرّت بتغيير”.
وخلال مقابلة له مع الإذاعة الإسرائيليّة العامّة شبه الرسميّة (كان)، شدّدّ بريك على أنَّ “صدمة حرب يوم الغفران ستكون نزهة في حديقة مقابل ما سيحصل هنا في الحرب المقبلة. لم نتعلّم العِبر، ولم نستعدّ بكلّ الجوانب، نعود دائمًا إلى نفس حالة اللّامبالاة”.
وأشار إلى أنَّ وزير الأمن الإسرائيليّ حينها موشيه ديان قال أنَّه ليس أمام الجيش المصريّ فرصةً ليتجرّأ بالخروج مقابل الجيش الإسرائيليّ، وتبيَّن بعد انتهاء الحرب عدم مصداقية ديان”، واعتبر بريك أنَّ “هذه ثقافة تنظيمية فاسدة تتكرّر فيها الأخطاء ذاتها بل أكثر”، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّ أوضاع قواته العسكريّة هي الأسوأ منذ عشرات السنين، وبأنّ إسرائيل ستكون في ورطةٍ في أيّ حربٍ قادمةٍ، لافتقادها لجهوزية الحرب، وأفاد موقع “0404”، الإخباريّ-العبريّ، ​أنّ الجنرال بريك أكّد إنّ وضع الجيش الإسرائيليّ في تدهور، وأنّه منذ 1965 لم يشهد الجيش مثل هذا التراجع، مُشدّدًا في ذات الوقت على أنّه طالب بتشكيل لجنة تحقيق خاصة بذلك، دون جدوى.
بالإضافة إلى ذلك قال بريك: “هناك فجوات حرجة في الجيش، وهو في حالة تدهور، وأصبحت الثقافة التنظيميّة في أسوأ حالاتها، وفي الحرب القادمة سنكون في ورطةٍ، على حدّ تعبيره.
وسبق للجنرال بريك، أنْ نشر تقريرًا مُهّمًا في هذا الصدد أكّد من خلاله عدم جاهزية الجيش الإسرائيليّ للحرب، مُتهمًا قادة وضباط الجيش، بتضليل الرأي العام والجمهور الإسرائيليّ بشأن جهوزية الجيش للحرب.
وأشار بريك إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يُعاني من ضعفٍ وخللٍ كبيرين، لكنّ القيادة العسكريّة في تل أبيب تُخفي الواقع الحقيقيّ للأمر، ويُعلّق بريك على ذلك، قائلاً إنّ قادة الجيش لا يقولون الحقيقة في كلّ ما يتعلّق بالخلل في الجيش.
وقد تطرّق التقرير إلى منظّمة حزب الله اللبنانيّة فوصفها بأنّها عدوّ الدولة العبريّة المركزيّ والأساسيّ قائلاً إنّ الحزب يملك ترسانة أسلحة اكبر ممّا تمتلكه الكثير من الدول، مُضيفًا أنّ الحزب شارِك في الحرب السوريّة ما يُشكّل عامل خوف بالنسبة لضباط إسرائيليين لكونه اكتسب خبرةً قتاليةً اكبر من خبرة القوات الروسيّة.
علاوةً على ذلك، شدّدّ التقرير على أنّ القلق الأكبر بالنسبة للدولة العبريّة هو عدم قدرة القوات البريّة الإسرائيليّة على تحقيق نصرٍ سريعٍ ضدّ حزب الله، وبالتالي انجرار الكتائب المُدرعة المُحتلة إلى حرب استنزافٍ دمويةٍ، وفق تعبير التقرير.
وخلُص التقرير إلى القول إنّ الخلاف الحاصل بين الجنرالات الإسرائيليين من غير من المرجح أنْ ينتهي قريبًا، وأنّ الإنفاق على القوات الجويّة وفرع الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، دائمًا سيحتّل أولويةً على القوات البريّة، كما أكّدت للموقع مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.
ونبَّه إلى أنَّ “إسرائيل تُواجِه على عكس الحروب السابقة تهديدًا وجوديًا لم تواجهه من قبل، المدنيون سيتلقّون 3 آلاف صاروخ كلّ يوم ونحن لسنا مستعدّين لذلك”، على حدّ تعبيره.