وطنا اليوم_يكاد يكون مجتمع المعلمين من أكبر المجتمعات المهنية التي تضم بين ثناياها أعداداً كبيرة من المعلمين والمعلمات مختلفي القناعات والاتجاهات ،ومتعددي الأجيال والخبرات ،رصيد بعضهم ما شاهدوه من معلميهم أيام ما كانوا طلاباً ،وبعضهم رصيد خبراتهم علوم تخصصية لم يخالطها علوم تربوية ،وآخرون نالوا من علوم التربية ولكن بعيداً عن ميادين التربية الحقيقية (المدارس)،وآخرون جمعوا بين النظرية والتطبيق ،وبين ذلك وذاك هناك قناعات مختلفة لدى منتسبي مهنة التعليم بالمهنة نفسها في ظروفها الحالية ،إضافة إلى ما تعانيه فئة المعلمين مما يعانيه الآخرون من ضغوطات العمل والحياة .
أعي تماما أن مجتمعا كمجتمع المعلمين ليس أفلاطونياً ،بل هو كباقي المجتمعات ، لكنه يضم خيرة الخيرة ممن نذروا أنفسهم لتقديم رسالة العلم والخلق ،فرفقاً بمعلمينا ! ولا داعي للتعميمات الجائرة في حقهم ،فما نسمع به هنا وهناك من مخالفات تصدر من بعض المعلمين ما هي إلا زلات شخصية ،وسلوكات فردية ،لا تعبر عن جموع المعلمين ،ولا يحاسب عليها إلا فاعلها .
فكثير من المعلمين يمارسون مهنتهم بمهارتي: فن التعليم ، وفن التربية ،وهم يمثلون قدوات مثالية لأبنائنا .