منصور المجالي يستذكر صباح يوم استشهاد هزاع المجالي

28 أغسطس 2021
منصور المجالي يستذكر صباح يوم استشهاد هزاع المجالي

وطنا اليوم – استذكر منصور عناد المجالي صباح يوم استشهاد رئيس الوزراء الأسبق هزاع المجالي حيث قال منصور المجالي :

اليوم كان يوم الاثنين و الوقت صباحا و البيت مليء برجال كثر، كنت صغيرا استرق السمع لجمع الرجال و علمت ان أحدهم طبيبا يقول باشا يجب أن ترتاح لان الرشح قوي و يحتاج الراحة، و الباشا يرد اليوم يوم المواطن اكان رشح او اكثر انا نازل. غير معقول ان لا استمع لحاجات ابن معان او اربد او الطفيلة القادمين لمقابلتي.

بدأت الحركة و الاستعداد لمغادرة المنزل اقتربنا منه سلم و حضن كل منا و بابتسامه جميله قال على الغداء بشوفكم لا تروحوا ظلكوا بالبيت. عند الباب الخارجي القى نظرة و اشار بيده اليمنى ملوحا لنا و كأنه يودعنا و يودع البيت.

عدنا نلعب و نتنقل في ارجاء البيت و الحديقة الخارجية مضى وقتا لا أذكر اكان ساعتين او اكثر بقليل و كنت متوجها للمطبخ لشرب الماء سمعت رنة الهاتف بشقاوة الأطفال رددت فكانت جدتي (ستي) كما كنا نناديها، و سألتني شو الي صار بتعرف؟

طبعا لا أعرف و لم أفهم السؤال ناديت على العم زكي ( شركسي) هو عسكري ملازم البيت و الآمر الناهي و كلنا نخاف من نظرته، تناول الهاتف تكلم بالشركسية التي لا افهمها و لكن احمر وجهه و تعيرت نبرة صوته أغلق الهاتف و حاول الاتصال لا أعلم مع من و لأكثر من مره و فجأة تكلم سمعته يقول لا اله الا الله قول و غيير يا رجل.

انظر اليه الى هذا المخيف لنا و أرى دموعه و تمتمات بالشركسية لم أفهمها بكيت على بكاء العم زكي. لحظات قليله و إذ برجال يدخلون البيت منهم بلباس عسكري اخرين بلباس مدني الوجوه عابسه الدموع منهمرة و اول مرة أرى في حياتي رجل و رجال يبكون.

عصرا تم الانتقال إلى الكرك استعدادا لحدث أحسست انه مهم و ما علينا الا ان نطيع أوامر السفر للكرك في الطريق كان الصمت رهيبا و الإذاعة الأردنية مسموعه و لا أتذكر الا كلاما و اغاني وطنية.

اليوم التالي كنت مشاركا في الجنازة الى مقبرة النبي نوح كما تسمى في الكرك و لم يسمح لنا الا ان نقف في الجهة المقابله المعروفه الان بحديقة الظاهر بيبرس، كان النعش ملفوفا بعلم الأردن و على مدفعية مجرورة و جنود تسير حوله كوني صغيرا سألت من كان بجانبي هل سيقذفونه بواسطة هذا المدفع إلى السماء حضنني و قال هو الآن في السماء.

ما اتذكره عن يوم اغتيال الشهيد هزاع و يوم دفنه.