وطنا اليوم:تعدي سيارات خاصة على عمل حافلات نقل الركاب العمومية في لواء الأغوار الشمالية بمحافظة إربد، بخاصة في بلدة الشونة الشمالية، ومنافستها باستقطاب الركاب اليها، دفع بأصحاب الحافلات العمومية لرفع صوتهم، مطالبين بوضع حد لهذه الظاهرة التي تتسبب لهم بخسائر كبيرة.
أصحاب الحافلات، تعرضوا خلال فترة الإغلاقات بسبب جائحة كورونا، وبعدها جراء تحديد أوامر الدفاع والبلاغات المنبثقة عنها، لاعداد الركاب المسموح به في حافلاتهم، يعيشون أسوأ أيامهم، ويشعرون بالاحباط لتردي أحوالهم، وعدم قدرتهم على الالتزام بتسديد التزاماتهم المادية بسبب تقليص حجم عملهم.
كما يلفتون إلى أن مواقف نقل الركاب، وتحديدا مجمع الشونة الشمالية القريب من وسط البلدة، يحتاج لأن يكون جاذبا للركاب، بخدمات ومرافقه، ويسهم – على الأقل – بإخراجهم من أزماتهم، وعودة أعمالهم الى ما كانت عليه سابقا، ووضع حد لمخالفات السيارات الخاصة في الاعتداء على عملهم.
وأكدوا انه في حال لم تضع هيئة تنظيم النقل البري، والجهات المعنية بتنظيم النقل، حدا لمعاناتهم، فإنهم سيسعون إلى تغيير مواقف انتظار حافلاتهم من مجمع الشونة الشمالية إلى مناطق متفرقة في وسط البلد التجاري، أو أن أعمالهم ستتوقف، وإذا ما استمرت في هذا النطاق، فلن تعمل بكامل طاقاتها.
وتساءلوا حول غياب رقابة الجهات المعنية بشأن ما تقوم به المركبات الخاصة من أخذ للركاب من وسط البلدة وبعض مناطق اللواء، وتوقفها العشوائي لاستدراجهم في بعض الأماكن، إلى جانب عدم جاذبية المجمع لحضور الركاب اليه، كلها تفاقم مشكلتهم.
العامل على أحد خطوط اللواء علي التلاوي، قال إن ظاهرة انتشار المركبات الخاصة التي تعمل مقابل أجر على مدار الساعة، بدأت تحتل مكانا واضحا في اللواء، وتتحرك دون حسيب أو رقيب، على سرقة ركاب الحافلات، وبالتالي بات الركاب يستسهلون التعامل معها ويعزفون عن دخول المجمع.
وبين التلاوي، أن الظروف المعيشية الصعبة، جعلت كثيرا ممن يمتلكون مركبات خاصة يعملون عليها، في منافسة غير مشروعة منهم لأصحاب الحافلات، ولقطاع النقل العام، وهذا بدوره يضعنا أمام مشكلة كبيرة، تحتاج إلى حل جذري.
وأشار إلى أن الحل، يجب ان يتبلور بوضع حد لتعديات المركبات الخاصة وسائقيها على عمل الحافلات المتخصصة بنقل الركاب، ووقف استنزافهم لمواردنا والتسبب بخساراتنا، فغالبية أصحاب الحافلات لديهم التزامات للبنوك لتسديد أقساط حافلاتهم، وتغطية مصاريفها الدورية من صيانة وترخيص، إلى جانب التزاماتهم المعيشية.
وأوضح السائق محمد البشتاوي، أن حافلات المجمع، تبقى تنتظر لساعات دون ان تتمكن من الامتلاء، ما يستنزف وقتها، ويعوق حركتها، فهي لا تستطيع التحرك بأعداد قليلة، لأنها لا تستطيع بذلك تغطية مصاريفها التشغيلية.
وبين البشتاوي أن معاناة اصحاب الحافلات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أودت الجائحة بعملهم، وتسببت بتعطلهم لعدة أشهر، ولم تنتبه الجهات الرسمية لمعاناتهم، وزاد الطين بلة، أن اوامر الدفاع والبلاغات الحكومية، حددت الأعداد المسموح بها للركوب في الحافلات أثناء الجائحة.
ولفت الى أن مالكي خطوط الحافلات، بدأوا يسحبون خطوطهم تدريجيا، لتفادي زيادة خسائرهم المادية، التي تفاقمت جراء توقف طلبة المدارس والجامعات عن التعليم الوجاهي، والتنقل الى المدارس والجامعات، إلى جانب تعديات أصحاب المركبات الخاصة على عملهم.
وطالب بتشديد الرقابة على المركبات الخاصة التي اربكت عملهم، وضبطها، والاهتمام بجعل المجمع جاذبا للركاب، لتشجيعهم على دخوله واستخدام حافلاته في التنقل، وإيجاد حل لسائقي المركبات الخاصة، حتى لا يتغولوا على قطاعهم.
وأوضح السائق خضر العليمي، أن انعدام الخدمات الجاذبة في المجمع، وانعدام المرافق والخدمات فيه، واحد من أسباب نفور الركاب من دخوله، برغم ان موقعه مناسب وقريب من الوسط التجاري للبلدة.
ودعا هيئة تنظيم النقل البري للسماح لحافلاتهم بالخروج من المجمع والاصطفاف عشوائيا، على غرار المركبات الخاصة اذا بقي الحال على ما هو عليه، ليتمكنوا من تسديد التزاماتهم، قبل ان ينهار عملهم فعليا.
وقال مصدر من الهيئة، إن واحدة من المشكلات الكبيرة في قطاع النقل، هي المركبات الخاصة، اذ تنافس حافلات النقل العام بشدة، ما أدى لتوقف حافلات عن العمل، وتراجع ارتياد الركاب للمجمع، الذي صمم ونفذ وفق مواصفات هندسية عالمية، وبتكلفة مالية باهظة.
وبين أن الهيئة، وعلى مدار الساعة، تلاحق المركبات الخاصة التي تعمل مقابل أجر، وذلك عن طريق إدارة السير والجهات المعنية، وتوعية المواطنين باستخدام الحافلات العمومية.
وأكد عدم موافقة الهيئة أو أي جهة أخرى، على إخراج الحافلات العمومية من المجمع، لأن ذلك سيفاقم الازدحام المروري خارجه، ويزيد من عشوائية قطاع النقل في اللواء.
وقالت الستينية ام سامي في منطقة الشيخ حسين، إنها تضطر لاستخدام وسائط نقل خاصة تعمل بالأجرة، وتحديدا الحافلات الخاصة الصغيرة، وهي تنتشر في مناطق اللواء، لعدم توافر حافلات عمومية تعمل على خط الشيخ حسين – الشونة الشمالية عند المساء، مطالبة بإلزام وسائط النقل العام بالتقيد بالخطوط التي تعمل عليها وخدمة المواطنين في الأوقات كافة.
وأشارت الى اضطرارها هي وغيرها من الركاب، لدفع أجور عالية لوسائط النقل الخاصة، لقاء تنقلها من عملها إلى منزلها، في أوقات تكون فيها وسائط النقل العمومية غائبة، وغير موجودة لأسباب غير معروفة.
على ان سائق حافلة عمومية، فضل عدم نشر اسمه، قال إن الحافلات العامة تلتزم بالعمل في مواقعها، لافتا الى ان انتهاء حركة تنقل المواطنين مبكرا، يضطرهم للتوقف.
مركبات خاصة تنافس العمومية وتزيد ضنك أصحابها
