مهنة الصيدلة في الأردن.. إلى أين ؟!!

22 أغسطس 2021
مهنة الصيدلة في الأردن.. إلى أين ؟!!

د. احمد زياد ابو غنيمة *

تشير إحصائيات نقابة الصيادلة إلى أكثر من 27 ألف صيدلاني وصيدلانية مسجلين في النقابة منذ تأسيسها، وهذا الرقم يشكّل حوالي عشرة أضعاف أعداد الصيادلة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، إضافة إلى وجود ما يقارب من 18000 ألف طالب وطالبة مسجلين في كليات الصيدلة في الأردن في الجامعات الحكومية والخاصة.

ووفق مصادر نقابية، فإن نسبة البطالة بين الصيادلة في الأردن تجاوزت 33 % من الصيادلة المسجلين في النقابة والمزاولين للمهنة، وترتفع هذه النسبة بين الزميلات أكثر من نسبتها بين الزملاء الصيادلة.

هذه الأرقام تستدعي النظر بجدية حول مستقبل مهنة الصيدلة في الأردن في ضوء محدودية فرص العمل داخل الأردن وخارجه، وهو ما يستدعي من الجهات المعنية بمهنة الصيدلة من نقابة الصيادلة ووزارة الصحة دراسة مستقبل الخريجين من كليات الصيدلة في الأردن ومن خارجه.

كيف لنا ان نفكّر خارج الصندوق، وخصوصاً أن دور نقابة الصيادلة منعدم تماماً في تحديد عدد المقبولين في كليات الصيدلة في الجامعات الأردنية ناهيك عن دورها الغائب في إيقاف تراخيص إنشاء كليات صيدلة في الجامعات الأردنية والتي تكاثرت بصورة لافتة للإنتباه في السنوات العشر الفائتة.

ما الحل إذن ؟

الحل يكمن بداية في اعتراف الجهات الحكومية، وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي بوجود مشكلة أساساً تستدعي منهم النظر بجدية لواقع مهنة الصيدلة في الأردن في ظل تزايد اعداد الخريجين سنوياً بأعداد كبيرة وغير مسبوقة ومحدودية فرص العمل لهؤلاء الخريجين.

والحل كذلك بتفعيل دور نقابة الصيادلة في إيجاد برامج لتشغيل خريجي كليات الصيدلة داخل الاردن وخارجه، وعدم الاعتماد على “الفزعات” بتوفر فرص عمل محدودة في بعض الدول التي تلجأ للنقابة لمساعدتها في توظيف صيادلة مؤهلين ومدربين، وهذا يتطلب من النقابة وضع استراتيجية عمل وتشغيل لعشر سنوات على الأقل، تبحث من خلالها الأعداد المتوقعة من الخريجين وفرص العمل التي يمكن توفيرها داخل الأردن وخارجها.

والحل كذلك منوط أيضاً بخريجي كليات الصيدلة؛ بان يفكروا خارج الصندوق في مجالات عمل الصيادلة المتعارف عليها، والعمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم العلمية والعملية في استنباط مجالات عمل جديدة للصيادلة بعيداً عن الصورة النمطية والتقليدية للصيادلة، عليهم أن ينظروا ويبحثوا في مجالات جديدة مثل الصيدلة الرقمية وصيدلة اقتصاديات الدواء وصيدلة المُلكية الفكرية وصيدلة العناية الحثيثة وصيدلة الطوارئ وغيرها.

* رئيس تحرير مجلة علوم الصيدلة / اول مجلة صيدلانية متخصصة في الاردن