وطنا اليوم:فيما تعد عملية التعقيم الشمسي، أهم العمليات الزراعية التي ينفذها المزارعون لتجهيز الأرض لزراعتها، أدى نقص السيولة وإحجام الشركات الزراعية عن تقديم الدعم، إلى عجز عدد كبير من المزارعين عن تعقيم أراضيهم، ما سيكون له آثار سلبية على الموسم المقبل.
وتعد عملية التعقيم الشمسي مهمة جدا للمزارع، للتخلص من الآفات والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية، ما يسهم بتحسن عملية نمو النبات وزيادة الإنتاج، لكن ذلك يتطلب تغطية الأرض بالملش الأسود لمدة تتراوح بين شهر ونصف إلى شهرين خلال فصل الصيف، لضمان رفع درجة حرارة التربة للقضاء على الآفات الضارة الموجودة فيها.
المزارع نواش اليازجين، بين أن عملية التعقيم الشمسي مهمة جدا لنجاح الموسم الزراعي، كونها تحد من الآفات والأمراض التي تتعرض لها المحاصيل، ما يقلل من استخدام المبيدات الكيماوية الباهظة الثمن لمكافحتها، ناهيك عن دورها المهم في زيادة إنتاج المحاصيل وتحسن جودته خلال الموسم.
وأضاف “إلا أن الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشها المزارعون نتيجة الخسائر التي تكبدوها الموسم الماضي، حرمت الكثير منهم من القدرة على تعقيم الأرض خلال الفترة الماضية،” موضحا “أن الشركات الزراعية والممولين سابقا، كانوا يقدمون الدعم للمزارعين للقيام بعمليات التجهيز، لكن عدم قدرتهم على سداد الديون القديمة منعهم من ذلك هذا العام”.
ويحذر اليازجين من الاستهانة بعملية تعقيم الأرض، لأن أمراض التربة تنتقل إلى النباتات فتؤدي لإصابتها بالأمراض، وبالتالي تؤثر في الموسم الزراعي ككل، مشيرا إلى أن إصابة النبات بالأمراض، سيضع المزارع أمام خيارين؛ إما التعرض لخسائر أو تحمل كلف إضافية لمكافحتها.
وتبدأ عملية التعقيم الشمسي مع بداية حزيران (يونيو) وتستمر حتى نهاية تموز (يوليو) وحتى منتصف آب (أغسطس)، وتعد من الطرق البيئية الآمنة للتعقيم بعد حظر التعقيم الكيماوي باستخدام غاز “البروميد ميثيل”.
وأكد المزارع وليد الفقير، أن مساحة الأراضي التي جرى تعقيمها لم تتجاوز 20 % من مجمل الأراضي الزراعية، لافتا إلى أن هذا الأمر، سيتسبب بنقص الإنتاج وقصر عمر الموسم الزراعي المقبل.
وأوضح أن تعقيم التربة، من أهم الطرق لقتل الكائنات الضارة التي تعيش فيها، وتلحق أضرارا بالمحاصيل مثل البكتيريا والفطريات وغيرهما من الآفات، إذ إن عملية التعقيم تعمل على مقاومة مسببات الأمراض في التربة، مثل التخلص من الأعشاب وبذور الحشائش وتحسين الجودة للمنتج وزيادة معدل نمو النبات.
ومن جانبه، قال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام “إن أوضاع القطاع الزراعي كارثية، فالتحضيرات في أدنى مستوياتها، في حين أن أكثر من 8 آلاف بيت بلاستيكي؛ أي ما يعادل 15 % من مجموع البيوت البلاستيكية، جرى بيعها خارج الوادي”.
وبين أن قلة من المزارعين من استطاع حتى الآن تعقيم الأرض تمهيدا لزراعتها، في حين أن البقية سيضطرون إلى زراعة الأرض بأقل الكلف، بخاصة الأراضي المكشوفة، ما سيؤثر في الموسم المقبل، بخاصة من ناحية حجم الإنتاج وجودته ومدته، موضحا أن انعكاسات الموسم الماضي، بدأت تظهر جليا خلال الفترة الحالية.
وبدوره، أكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة، أن التعقيم الشمسي للتربة الزراعية يؤدي إلى تأثيرات إيجابية متعددة، تمثل في مجموعها عناصر المكافحة المتكاملة لآفات التربة الزراعية وغير ملوثة للبيئة وقليلة التكاليف، كون مصدرها الشمس، موضحا أن التعقيم يلعب دورا مهما في تحديد مدة دورة حياة النبتة واستمرارية وجودة المحصول.
وأضاف أن عدم تعقيم التربة سيعرض المزارع لخسائر فادحة، سواء على مستوى الإنتاج أو جودته أو كلف المكافحة، مشددا على أهمية استغلال فترة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف لتعقيم التربة لأطول فترة ممكنة لتكون الأرض جاهزة للزراعة مع بداية الموسم.