ما بين التعبير و الديموقراطية و اثارة الممثلين و الجمهور … نظرةٌ قاسية … لوضعٍ أقسى …

25 يوليو 2021
ما بين التعبير و الديموقراطية و اثارة الممثلين و الجمهور … نظرةٌ قاسية … لوضعٍ أقسى …

 

بقلم: رامي الخياط

في وطني الحبيب … قلةٌ او ثلةٌ ممن يعشقون الاثارة …و الاثارة أنواع … ولا حياء في العلم او في الدين !!!

فاحدها ان تكون مثل مونيكا لوينسكي حبيبة كلينتون ، او أن تكون مثل احمد زويل ايقونة الفيزياء في العالم، فكلاهما شق اسمه عنان السماء في الشهرة، و لكن شتان بين شهرتيهما !!!!

و لكن الاصعب ان نكون امام أمة معظم اركانها من جانبي الممثلين و الجمهور ممن يعشقون الاثارة و يتلذذون في خوض المعارك الدونشكوتية حول اي شيء لمجرد ابداء الرأي أو البحث عن ادوار البطولة !!!!!

عندما كنت في الصف الثالث الاعدادي … طرحت سؤالاً على معلم اللغة الدينية في مدرسة الكلية العلمية الاسلامية حينذاك ، الاستاذ هشام الجيوسي رحمة الله عليه… و يبدو (والله اعلم) انه لم يكن في مكانه الزماني او المكاني…!! (اعني السؤال) !!

حينها… قال لي الاستاذ هشام : يا رامي لكل مقامٍ.. مقال، و لكل وقتٍ أذان … !!!!!!!!!!!

هاتين الجملتين ما زالاتا محفورتين في عقلي منذ الصغر … وهما تنطبقا على الكثير مما نعيش من صخبٍ سياسي و اجتماعي في وطننا و (حراكٍ) يطفوا على ساحة المدينة الفاضلة التي نعيشها !!!!!…

فأحياناً اشعر اننا أنهينا او إنتهينا من جميع مشاكلنا الاقتصادية، و الاجتماعية، و السياسية، ووصلنا لحالة من الترف الفكري و الشبق المعرفي حتى نصبح جراحين اجتماعيين نراقب مواضع الالم في وطننا، و بواطن الضعف في جسدنا (القوي المتماسك !!!) و نمسك مبضع البلسم و الشفاء !!!!!

و على الجانب الآخر … ثلةٌ من (الفارغين)، او ممن يبحثون عن اضواء الشهرة و لو كانت مؤلمة فيطلقون تصريحاتٍ او وجهات نظر او بالونات اختبار هلامية سوداء في عز تموز علّ بوصلة الاعلام ترحل اليهم ذات يوم !!! ….

هؤلاء .. و هؤلاء (مع احترامي لكلا الطرفين شاء من شاء و أبى من أبى ) يذكروني بسلمان رشدي !!! أتذكرونه..؟!

هذا الشخص ألف كتاب منذ اكثر من ثلاثٍ و ثلاثين سنة (في العام 1988) كتاب تحت عنوان ” آيات شيطانية” تحدث فيه بوقاحة عن رسولنا الكريم العظيم محمد صلَ الله عليه و سلم. لم يكن الكتاب معروفاً او منتشراً حين نشره. حتى ظهرت اقلام و صحف تهاجمه، و اصدر مفتي الثورة الايرانية فتوى تبيح دمه، حينها و حينها فقط، صار سلمان رشدي حديث الكون، و صار كتابه الاعلى مبيعاُ في العالم، وقررت الملكة اليزابيث بعدها بسنين منحه لقب (سير) و صنف كأفضل 50 كاتب في بريطانيا… من صنع رشدي، هم الجمهور الذي يعشق الاثارة و التصيد و ابداء الرأي في كل كلمة او فعلٍ او مقال، فيوجهون اليه البوصلة بعدما كان نكرة !!!!

و حتى اعود الى مربع الوطن…. فهؤلاء الاعضاء المحترمون من أعضاء اللجنة الملكية لصياغة الدستور، و هم ممن اولاهم جلالة الملك ثقته لصياغة بعضٍ من مستقبل ديموقراطيتنا، ألا يحذر بهم ان يعلموا ان (كشّاف) الضوء مسلطٌ علهم فيما يقولون او يفعلون او حتى يهمسون، الا يجدر بهم ان يسخروا عقولهم و اهتماماتهم و اقلامهم لما اولاهم به سيد البلاد و هم الثمانون عضواً المختارون من بين عشرة ملايين نسمة ، الا يجدر بهم ان يكونوا يقظين … نعم مجرد يقظين…بعيداً عن الاثارة و البطولة، و البحث عن الشهرة !!! وأن عليهم ان يرتقوا و يبتعدوا عن شهرة مونيكا و رشدي (مع كل الاحترام لهم) ….

و على الجانب الآخر … ايها الاحبة من الاصدقاء و الصحفيين و المعلقين و المراقبين و سكان المدينة الفاضلة، ألا تعتقدون ان (ثورتكم) و (ردة فعلكم) ل (رأي) قيل هنا وأن هناك ما قد أعطيتموه اهميةً و قيمةً حين وجهتم اقلامكم و سهامكم نحو تويتة او بوست او رأي قد يكون لم يراه احد من الشعب أمرٌ مبتلغٌ فيه !!!

الم تسمعوا بالمثل القديم : ” ما شافوهم وهم بيسرقوا… شافوهم وهم بيتحاسبوا !!!!!”

فما قام به شعبنا (التقي التقي)، هو انه جعل من لم يسمع بما صرحت به السيدة الدكتورة وفاء الخضرا، او السيد النابلسي قبل ايام، حديث بعض الصحف العالمية، مع انه لو تم تجاهل ما قاما به، و اعتباره رأي خاص (ولو كنا نرفض محتواه و مبدأه دون الخوص في التفاصيل )، الا انه كان سيظل في دائرة ضيقة …!!

المؤلم لي شخصيا ( وانا الرافص لا تصريح ديني مسيء)
هو ان اثنين ممن هاتفوني متسائلين و مستائين، لماذا لم تكتب يا رامي عما قالته الدكتورة وفاء عن الاضحية، فقد اساءت لله و رسوله !!؟!

هو انهما (رعاهما الله، و احسب أنني سأخسرهما كأصدقاء على صفحتي و ربما في حياتي بعد اليوم) … ولا أسف على ذلكً، فقد بلغ السيل الزبى، فهما كالتالي:-

-أحدهما عندما توفي والداه أنكر حق أخاه و أختيه في الميراث ، اذ انه كان يساعد والده في الشركة، و كان والده قد اعطاه تفويضا بالتوقيع عن كل شيء، و عندما توفي ولده انكر حقوق اخوته …!!!

أما الثاني، فقد كان يعمل في الخليج العربي، و كان يملك عدة بطاقات ائتمان قام بالشراء بالسحب عليهما و سافر منذ الازمة المالية العالمية في العام 2008 الى الاردن ، و في ذمته مبالغ طائلة لصالح بنوك خليجية منذ ذلك الوقت ولم يقم بسدادها حتى اليوم !!!

هاتان عيتان من مجتمع (الجمهور) للاسف (وهم كثر)، ممن اعترض على تصريحات اعضاء اللجنة الملكية مؤخرا..، إنهم يلبسون ثوب التقوى و الورع، و تشعر انهم من الخلفاء الراشدين… يأسرك تقواهم وحفظهم للايات و لامهات الاحاديث، و ترى نوراً يشع من وجوههم، لكنهما يجهلون ان النميمة عند الله (مثلاً) صفة ذميمة شبهها الله باكل لحم الاخ الميت.. (وهو اقصى التشبيهات و اكثرها قسوة مما ورد في كتاب الله) مع اننا نمارسها جميعاً بصفةٍ يومية !!!!!!!!!!!!!!! ….

هؤلاء المعشر من الجمهور، ممن يحسبون أنفسهم اولياء الله في الارض، و يمارسون كل الكذب و النفاق لا يقلون قبحاً عمن يصرحون في صفحاتهم و صحائفهم بين الفينة و الاخرى بتصريحات رعناء عن امور دينية و مسلمات تربينا عليها لاجل اثارة الانتباه و الاهتمام بطريقة غبية !!!

مرة اخرى.. لا تكونوا مونيكا لوينسكي… و لا سلمان رشدي، و لا ملائكة الله على الارض… كونوا انفسكم …

و دعوا الخلق للخالق !!!!!