ماذا لو أصاب الصاروخ مفاعل ديمونة

22 أبريل 2021
ماذا لو أصاب الصاروخ مفاعل ديمونة

وطنا اليوم:عاشت دولة الاحتلال حدثاً خطيراً، فجر الخميس 22 أبريل/نيسان 2021، عندما سقط صاروخ أطلق من سوريا وسقط على بُعد 30 كيلومتراً فقط، من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية وسرية في إسرائيل، وهو مفاعل ديمونة.
الرواية الإسرائيلية عن الحادث أثارت ردود فعل في الصحافة الإيرانية والإسرائيلية على حد سواء، فقد قلل المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي من شأن الحادث، واصفاً إياه بـ”الصاروخ السوري الطائش”، والذي أطلق باتجاه طائرات إسرائيلية كانت تشن غارات على سوريا.

أصداء الهجوم على ديمونة في إيران
في طهران، لم يصدر أي تعليق رسمي، حتى كتابة هذا الخبر، لكن وسائل الإعلام الإيرانية أفردت مساحة لهذا الحدث، وتوقفت عند الرواية الرسمية الإسرائيلية، والتي أشارت إلى أنها تحتوي على ثغرات واضحة.
وسائل الإعلام الإيرانية شككت بشكل واضح بالرواية الإسرائيلية التي وصفت الصاروخ بالطائش، وقالت إنه مضحك للخبراء، مشيرة إلى أن الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونة هو صاروخ أرض-أرض وليس أرض-جو كما ذكرت إسرائيل.
وأضافت وسائل الإعلام الإيرانية أن المعلومات المتاحة لديها تفيد بأن الصاروخ هو من نوع فاتح 110 وقادر على حمل رؤوس متفجرة، وكان بإمكانه أن يتابع طريقه إلى مفاعل ديمونة الإسرائيلي “لكن صناعة كارثة ليست مطلوبة” كما قالت.
كما اعتبر الإعلام الإيراني أن ما جرى قرب مفاعل ديمونة هو رسالة لإسرائيل بأن مناطقها الحساسة ليست محصنة.

أصداء الهجوم في الصحافة الإسرائيلية
على الجانب الآخر، وفي مركز الحدث، شهدت إسرائيل حالة من الارتباك بعد الحادث، وطُرحت تساؤلات كبيرة حول الطريقة التي تمكن فيها صاروخ من قطع عشرات الكيلومترات دون رصد، وسقوطه في أكثر المناطق حساسية في إسرائيل.
رأت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حادث إطلاق الصاروخ السوري تجاه النقب الليلة يعتبر حادثة خطيرة “حتى لو كان بيان الجيش بأن الصاروخ انزلق عن طريق الخطأ ولم يكن مقصوداً إطلاقه نحو النقب صحيحاً”.
صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تساءلت عن النتائج التي كان من الممكن أن تسفر عن إصابة الصاروخ السوري الذي سقط فجر اليوم في منطقة النقب، مفاعل “ديمونة” النووي، مضيفة: “لو سقط (الصاروخ) داخل مجمع المفاعل، لكان الإسرائيليون يستيقظون على حقيقة مختلفة تماماً”.

وأشارت إلى أن هذه الحادثة “تلخص كل المخاوف الإسرائيلية”.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض أفيغدور ليبرمان، إن نتيجة إطلاق صاروخ برأس حربي بزنة 200 كيلوغرام كان يمكن أن تكون “مختلفة تماماً على إسرائيل”.
على الرغم من الرواية الإسرائيلية الرسمية التي أكدت أن الصاروخ كان طائشاً ولم يكن مقصوداً، ذكّرت صحيفة جيروزاليم بوست بأن وسائل الإعلام الإيرانية كانت قد دعت إلى “اتخاذ إجراء” ضد ديمونة، زاعمة أنها ستضرب “منشأة نووية” إسرائيلية انتقاماً لحادث في منشأة تخصيب إيران النووية في نطنز.
وكانت إيران قد أعلنت قبل أيام، وبالتحديد في 11 أبريل/نيسان 2021، عن تعرض منشأة نطنز النووية لعمل “إرهابي”، متهمة إسرائيل بالوقوف وراء الحادث، ومتوعدة إياها بالانتقام في الوقت والمكان المناسبين.
لم تؤكد إسرائيل ضلوعها في عملية التخريب، غير أن صحيفة “نيويورك تايمز” كتبت نقلاً عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أن “إسرائيل لعبت دوراً” في الهجوم.

مساعٍ أمريكية للتهدئة مع إيران
تأتي المواجهة الخفية بين إيران وإسرائيل في وقت تجري فيه حالياً جهود دبلوماسية في فيينا لإعادة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني إلى سكته بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
إلا أن هذا المساعي التي تحرز بعض التقدم، تلقى رفضاً في تل أبيب، فقد كشفت المحادثات حول الملف النووي الإيراني عن خلافات حادة وأزمة ثقة عميقة بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإسرائيل، بعد أن تبادل الطرفان اتهامات بخصوص انعدام الثقة والتنسيق والشفافية في تعاملهما مع الملف الإيراني.
حسب تقرير للموقع نفسه، فإن التوتر الكبير بين تل أبيب وواشنطن تم الكشف عنه خلال المحادثات الاستراتيجية التي جمعت الطرفين مباشرة بعد حادث الهجوم على منشأة “نطنز” النووية، الذي تعتبر إسرائيل المتهمة الأولى في الوقوف خلفه.