الساحة الوطنية ، قتل الوعي تحت سياط الردح الاعلامي

16 مارس 2021
الساحة الوطنية ، قتل الوعي تحت سياط الردح الاعلامي

كتب الصحفي خلدون حباشنه

منذ غادر ” اليساريون ” وبالذات البعثيون منهم مربع الاحتجاج الى مربعات رجال الاعمال ورجال المناصب حتى الشعارات باتت رديئة وغير موسيقية وغير معبرة ، ولا تناغم فيها ، فقد الاحتجاج تنوعه حتى ، وفقد عقله ايضا وفقد اي جوهر بعد اعتماده على ما ينفثه البعض هنا وهناك .

ولوج صحفيين الى جيوب الاحتجاج ايضا خلق دورا تنظيميا تحفيزيا فقط حتى ان الطرح بات اكثر رداءة وان كان الجوهر الوطني عظيم ، بينما يستفز ويحمس اخر الناس على
” الدواوير ” يتولى اخر عمليات نقل نفس الاخبار التي يعرفها الجميع مع اقحام ” الملك ” في كل صغيره وكبيره ، من اجل منح ” اللايف” نفسه ثقلا ومتابعة .

نحن في الاردن نعيش ازمة اقتصادية نعم …
ونعيش ازمة صحية نعم …
ونعيش ايضا في اقليم كله برسم ” المؤامره ” نعم
والعدو ليس فقط ” غربا ” هذا معروف .

ثمة اخرون ممن يمدون يد العون وممن يبتسمون لنا وممن يعانقوننا ايضا يتملكهم رغبة جنونية في رؤيتنا نعاني .

الاردنيون الذين خرجوا للاحتجاج على انقطاع الاوكسجين او نقص الكوادر الطبية ، او احتجاجا على البطالة والفقر وربما الامية وتردي القطاع الزراعي ايضا وربما ارتفاع اسعار زيت ” الصويا ” يعيشون هم والاردنيين اللذين لم يخرجوا ايضا تحت وقع انتشار هندسي للجيل الثالث من فيروس كورونا يعرفون جيدا ان ” جبال الذهب والالماس والياقوت ” التي كانت موجودة قبل ” مئة عام ” من اليوم ، وهي للامانة جبال من وهم قد نفذت ، ويعرفون ايضا ان الانتاجية في بلدنا اليوم لا تتجاوز 25 بالمئة في حين ان 75 بالمئة الاخرين هم حمولة قطاع عام ، الليبراليون رفعوا الغطاء اعلاميا فقط عن رعوية الدولة ، لكنها لا زالت ترعى كل شيء ، المحافظون بحسب التصنيفات السياسية اسسوا لتراكم فشل مزمن وعقم اداري نعم ، لدينا اخطاء نعم وربما خطايا لكن ؛ الشعارات المناطقية واعلاء كل منا لاسم مدينته هو الفشل الاعظم .

نحن نرهق الاطباء والقطاع الصحي ، ونرهق ايضا الجنود والكوادر الامنية والعسكرية في ظل وضع عالمي ومحلي يقع تحت طائلة جائحة مدمرة ، لكن السؤال الاهم وفي ظل كل هذا الحجم من الاحتقان هل نعرف جميعا تفاصيل تقصيرنا المشترك في الذهاب الى مستوى غير مسبوق من الحكم المطلق بالاتهامية والوصم بالقيمة في ظل قاعدة جوهرية تنطلق من واقع يشير الى مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع في الاداء العام .

بنى كثيرون في الاردن احكامهم على ما يقال وما يتردد ، والخبراء والمطلعون صامتون ، ولكني سأقول امرا واحدا بحكم المعرفة والمعلوماتية المجردة ، اكثر من 70 بالمئة من مديونيتك صديقي هي مديونية داخلية لتأمين رواتب لقطاع عام متضخم متورم واتضح اخيرا ان البعض ممن هم فيه لا يكلفون انفسهم اداء واجبهم في مراقبة خزان فقط .

المسؤولية الاعظم الان هي عبور نفق كورونا واللي عنده مراجل وخطة وناوي يصلح ويحاسب ويتصدى لملفات اقتصادية وسياسية يعلمنا عن حاله مشان نمشي وراه .