الحوارات: يجب قطع الأوكسجين السياسي عن الحكومة

وطنا اليوم:طالب الطبيب والمحلل الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات بأن يقطع الأوكسجين السياسي عن الحكومة وتغادر الدوار الرابع فورًا بعد الكارثة التي حلت في مستشفى السلط بعد انقطاع الأوكسجين عن المرضى ووفاتهم.
وقال الحوارات إن الخلل يشوب صانع القرار السياسي منذ بدء جائحة كورونا وأصبحت المشكلة التي يعاني منها القطاع الصحي هيكلية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الغضب العارم في كافة أنحاء الأردن لن يطفئه استقالة وزير أو مدير مستشفى ولن يهدئه سوى رحيل الحكومة بأكملها عن الدوار الرابع.
وأكد على ضرورة التفكير على مستوى الوطن اليوم وحل همومه ومشاكله على يد حكومة إنقاذ وطني تخرجنا من الأزمات والخلل الذي وضعتنا فيه الحكومات الفاشلة وراكمته إلى أن وصلنا إلى هذه الكارثة غير المقبولة بأي حالٍ من الأحوال.
وأضاف الحوارات: يبدو أن المشكلة أصبحت هيكلية في القطاع الصحي الأردني وهو اليوم ليس القطاع الذي نعرفه بما فيه ويتمتع بقدرات بشرية لوجستية تصل إلى موقع متقدم على صعيد المنطقة.
القطاع الصحي بدأ يتراجع بسبب تشتت المرجعيات وهذا تم الحديث عنه سابقًا، وجود هيئات متعددة تعمل بالاتجاه ذاته وللهدف ذاته وهذا ضغط على إمكانيات القطاع الصحي على الصمود حتى في وجه المشاكل الصغيرة.
وشدد على أن انقطاع الأوكسجين في أي مستشفى حالة نادرة فتكون هنالك مؤشرات كثيرة تدق على أبواب المسؤول بأن هناك أزمة خانقة، ففي كل مستشفى يوجد بشكل عملي خزانان للأوكسين، وقبل أن ينفد الخزان الأول وفي العشرة بالمائة الأخيرة يحول للخزان الثاني ويكون هناك ساعات كثيرة لتأمين الأوكسجين وفي العادة لا يستغرق الطلب ساعتين.
واستدرك بالقول: لكن يبدو أن الإهمال الإداري واللوجستي أدى لهذه الفاجعة، مؤكدًا: نحن وصلنا إلى الذروة ويجب أن يحاسب كل مسؤول في القطاع الصحي، فأزمة كورونا أوجدت حالة من الخلل، يجب أن يصبح ملف كورونا مفتوحا على الصعيد الصحي ولا يجوز أن يبقى ملفا مغلقا على أنه لم نغفل إدارته.
وأشار إلى أن هناك مشاكل هيكلية بدت في طريقة التعامل مع وباء كورونا من صناعة السياسة إلى آلية التنفيذ وكل هذا الخط بان فيه عوارٌ كبير.
وقال الحوارات إن آلية إعداد صانع القرار السياسي في البلاد أصبح يشوبها عوارٌ كبير والآن الوقوف عند استقالة وزير أو مدير مستشفى لن يحل المشكلة.
وحذر من أن المشكلة تدحرجت ولا يمكن حلها إلا بإقلاع الحكومة خارج الرابع بشكل كلي قد يطفئ حالة الغضب العارمة في المدن الأردنية علقها هذا الواقع المؤلم الذي لم يتعود عليه الأردني.
وأضاف الحوارات: الأردني تعود ان يفتخر بمنجزات الدولة وأحدها القطاع الصحي، وعندما نصل إلى مستوى أن ينقطع الأوكسجين وهو الحالة الأبسط من أهم الأساسيات لبروتوكولات العلاجية لكوفيد19 وهو أحد من مؤسسات الخطة العلاجية.
وشدد على أنه: عندما ينقطع الاوكسجين معناه أني مهمل مع سبق الإصرار والترصد، مضيفا: بالتالي تدحرج المسؤولية يجب أن يذهب إلى أبعد بكثير من مجرد وزارة الصحة بل يطال الحكومة بأكملها، التي كانت مهمتها الأولى التعامل مع جائحة كورونا.
وقال الحوارات: مع الأسف لا على صعيد الجائحة الوضع مستقر ولا على صعيد توفير اللقاحات الوضع مستقر أو آمن أو سار بالاتجاه الصحيح، ولا على صعيد الموازنة بين القطاع الصحي والاقتصادي تسير بوجه جيد او بمستوى مقبول.
وأكد بالقول: بالتالي المستويات المتعددة للتعامل مع جائحة كورونا من البنية التحتية إلى أعلى مستوى يشوبها شوائب كثيرة.
وشدد على أنه: مثلما قطع الأوكسجين عن المرضى وأدى لوفاتهم يجب أن يقطع الأوكسجين السياسي عن الحكومة وتتوقف عن أداء عملها في الدوار الرابع ويوكل الأمر على مستوى دولة لحكومة إنقاذ وطني تستطيع التعامل مع الحالة المجتمعية التي ساقتنا إليها سوء إدارة الحكومات السابقة والحالية وسوء قراراتها السياسية.