بقلم: د. أحمد الشناق
صرّح معالي وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بأن الدول المحيطة لن تسكت عن إسرائيل الكبرى، غير أن هذا التصريح لا يعكس الواقع المرير، بل هو رهان خاسر يثير القلق أكثر مما يبعث على الطمأنينة.
سوريا الشقيقة تعيش ظروفًا صعبة، حيث يفرض الاحتلال الصهيوني سيطرته على الجنوب السوري بمحافظاته الثلاث، ويقصف مواقع قيادية عليا في دمشق حتى بجوار القصر الجمهوري، فيما تدعم إسرائيل قوى انفصالية تهدد وحدة سوريا ومستقبلها. ولبنان يرزح تحت الاحتلال والاعتداءات المستمرة، من تدمير وقتل وسيطرة على الأجواء، وفرض شروط قاهرة على اللبنانيين. أما العراق فلا يملك سيادة كاملة على أجوائه، إذ تنطلق الطائرات الإسرائيلية لتقصف في طهران دون حتى أن يصدر احتجاج رسمي فعّال. وهذه صورة واقعية لما يسمى دول الجبهة الشرقية.
هنا يُطرح السؤال: هل ما زالت قائمة اتفاقية الدفاع العربي المشترك؟ أليس العدوان على قطر عربي اعتداءً على كل الأقطار؟ وما الذي يملكه العرب اليوم غير الشجب والإدانة والتصريحات الإعلامية؟
شعب غزة يُذبح يوميًا بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، بالتجويع والحصار. فهل أوقفت الدول العربية أو المؤسسات الدولية هذه المجازر؟ الحقيقة أن العالم كله يشاهد بثًا حيًا لمجزرة إبادة وتطهير عرقي وديني دون أن يردع المجرم أو يوقف جرائمه.
معالي الأخ الوزير، إن الكيان الإسرائيلي يخطط وينفذ، ومواجهته ليست في التصريحات الإعلامية، بل في إستراتيجية وطنية على الأرض. علينا تعزيز جبهتنا الداخلية لتكون أصلب من الفولاذ، وإعادة ترتيب أولوياتنا الوطنية استعدادًا لكافة الاحتمالات، والبدء بإنشاء جيش شعبي منضبط يكون سندًا للجيش العربي في مواجهة مجرمي الحرب المدعومين من الولايات المتحدة.
إن الرهان على الآخرين وهم، والاتكاء على التصريحات الإعلامية عبث، فالمعركة تُحسم بقدرتنا على بناء قوة داخلية صلبة وخطة وطنية واقعية.