بقلم: الدكتوره هند جمال الضمور رئيسة قسم الشؤون النسائية الكرك
في لحظة غضب أو فورة شكوى، قد يندفع بعض الآباء أو الأمهات للبوح بعيبٍ في أبنائهم أمام الآخرين، ظنًّا منهم أن الأمر عابر، أو أن المستمعين سيتفهمون الموقف وينسونه مع مرور الوقت. لكن الحقيقة المؤلمة أن العيوب – مهما كانت صغيرة – إذا خرجت من جدران البيت، صارت مِلكًا للألسن، وتحوّلت إلى بطاقة تعريف يعلّقها الناس على صاحبها كلما ذكروه.
الذاكرة الاجتماعية لا تمحو بسهولة، بل هي كحجر النقش… ما يُكتب عليها يبقى، وما يُقال أمامها يتحوّل إلى سلاح بيد من لا يرحم. قد يتغير ابنك، وقد يتوب، وقد يصل إلى مراتب علمية أو مهنية أو أخلاقية عالية، لكن أوّل ما سيتذكره بعض الناس عنه هو ذلك العيب الذي أفشيتَه أنت.
الناس – في أغلبهم – لا يمنحونك فرصة لتصحيح الصورة، ولا يهتمون بسياق الموقف أو تفاصيله، بل يكتفون بما سمعوا فيعيدون تداوله وكأنه جزء ثابت من هوية ابنك. والأسوأ أنهم قد يستخدمونه للتقليل من شأنه أو السخرية منه، خاصة في لحظات التنافس أو الخلاف.
إصلاح العيوب مسؤولية الأهل، وهي أمانة بينهم وبين أبنائهم، لا بين الأهل والغرباء. لا تكشف ضعف ابنك للناس فتضعف ثقته بنفسه، ولا تتركه فريسة لشماتة من ينتظر الزلة.
بدلًا من الفضح، كن عونًا له على إصلاح نفسه، وحافظ على صورته أمام الآخرين كما تحب أن تُحافظ صورتك أنت. فالستر هنا ليس مجاملة، بل حماية لمستقبله وكرامته.
تذكر دائمًا:
الخطأ يمكن أن يُصلح، لكن أثر الكلمة إذا خرجت للناس قد يبقى ما بقيت الحياة.