خطة E1 الإسرائيلية: مشروع استيطاني يقوّض مشروع حل الدولتين

14 أغسطس 2025
خطة E1 الإسرائيلية: مشروع استيطاني يقوّض مشروع حل الدولتين

د. سعيد محمد ابو رحمه
أعلنت إسرائيل عبر وزير ماليتها المتطرف بتسلئيل سموتريتش المصادقة على خطة E1، التي تقضي ببناء 3,401 وحدة استيطانية جديدة شرق القدس في منطقة تربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وتقطع الضفة الغربية فعليًا إلى نصفين. هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن السياق الأوسع لمخطط إسرائيلي مدروس لتفكيك أي أفق سياسي للقضية الفلسطينية وفرض واقع دائم من السيطرة الاحتلالية والاستعمارية.
تشكل خطة E1 واحدة من أكثر المشاريع الاستيطانية إثارة للقلق دوليًا. فهي، من الناحية الجغرافية، تفصل شمال الضفة الغربية (رام الله، نابلس، جنين) عن جنوبها (بيت لحم، الخليل)، وتقوّض الربط الجغرافي بينهما. بمعنى آخر، هي خطوة نحو إنهاء حلم الدولة الفلسطينية القابلة للحياة. ومن الناحية السياسية، تُعتبر ضربة قاصمة لأي عملية سلام تستند إلى قرارات الشرعية الدولية.
جاء الإعلان عن المشروع في ظل انشغال العالم بالحرب الدامية في قطاع غزة، وهي لحظة يراها اليمين الإسرائيلي مواتية لفرض وقائع استيطانية جديدة في الضفة الغربية، خصوصًا مع ضعف الرقابة الدولية. كما أن حكومة نتنياهو – المدعومة من أطراف يمينية استيطانية متشددة – ترى في هذه اللحظة فرصة لكسب أصوات القاعدة اليمينية التي تطالب بتوسيع المستوطنات وفرض السيادة الكاملة على ما تبقى من أراضي الضفة.
المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، سبق أن عبّر مرارًا عن رفضه لخطة E1، واعتبرها “الخط الأحمر” الذي إن تم تجاوزه فسيُنهي تمامًا إمكانية حل الدولتين. ولكن، وعلى الرغم من الإدانات المتوقعة، فإن التجربة تشير إلى أن إسرائيل لا تواجه عقوبات أو ضغوطًا حقيقية تمنعها من الاستمرار في مخططها، ما يعزز حالة الإفلات من العقاب.
إن إعلان خطة E1 من شأنه أن يعمّق الانقسام الفلسطيني ويضغط على القيادة في رام الله، التي تواجه فقدانًا متزايدًا للثقة الشعبية بسبب عجزها عن إيقاف التمدد الاستيطاني. كما أنه يزيد من الاحتقان الشعبي، ويجعل سيناريوهات التصعيد في الضفة الغربية أكثر ترجيحًا.
إن خطة E1 ليست مجرد توسعة استيطانية بل إعلان سياسي ميداني بنهاية حل الدولتين. وإذا لم تتحرك الأطراف الدولية والعربية لوقفها، فإن ما تبقى من إمكانية الحل السياسي سيتبدد. على الدبلوماسية الفلسطينية والإعلام الفلسطيني التعامل مع هذه الخطة بوصفها تحديًا وجوديًا يتطلب استراتيجية جديدة للمواجهة، دبلوماسية وشعبية.