دبي تدفع ثمن فتح أبوابها للسياحة والهاربين من تدابير كورونا

8 فبراير 2021
Women wearing protective masks pose for a "selfie" picture on a cell phone in front of Burj Khalifa, the tallest structure and building in the world since 2009 (total heigh with antenna of 829.8 metres), in the city centre of the Gulf emirate of Dubai on March 8, 2020. (Photo by GIUSEPPE CACACE / AFP)

وطنا اليوم:قالت شبكة CNN الأمريكية ، إن مدينة دبي الإماراتية تدفع ثمن سماحها بدخول السياح، فبعدما كانت وجهة سياحية لبعض الهاربين من تدابير الإغلاق جراء فيروس كورونا حول العالم، حطَّمت أرقاماً قياسية في عدد الإصابات بالفيروس التاجي، الأمر الذي دفعها لفرض إجراءات صارمة على صناعة السياحة لمحاولة الحد من انتشار الوباء.
فرغم أن البعض ظن أن الحياة عادت إلى طبيعتها في إمارة دبي عند النظر إليها بشكل عابر عليها، وهو ما ساهم في تحوّل المدينة الصاخبة إلى نقطة جذب للسياح، وخاصة الأوروبيين، الذين يحاولون الهروب من شتاء أوروبا القارس، والإغلاق الصارم بسبب فيروس كورونا، لكن مع تدفق عشرات الآلاف من الزوار إلى دبي خلال ذروة موسم نهاية العام، كان حتمياً أن يتمكن الفيروس من المدينة رغم الإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحد من انتشاره، حيث بدأت أعداد الحالات في الارتفاع، وتضاعفت أربع مرات تقريباً منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
شبكة CNN الأمريكية أشارت إلى أن الصور التي يلتقطها الناس في دبي- لا سيما على صفحات المؤثرين أو المشاهير على إنستغرام- رسمت لوحة جنة مشمسة شتوية مفتوحة على مصراعيها، إلا أن هذه الصور أثارت حالة من الاستياء والقلق بين مَن يعيشون في بلدان مثل بريطانيا، حيث يُمنع الناس من السفر للخارج بسبب المخاطر الصحية.
وبعد حظر السفر الأخير في المملكة المتحدة، الذي قطع فعلياً ما كان في الأسابيع الأخيرة أكثر مسارات السفر ازدحاماً في العالم، من الواضح أن انفتاح دبي يواجه تحديات خارجية، وهي مشكلة ساهمت في الحث على إعادة النظر في تدابير كوفيد-19.

اقتصاد دبي يعتمد على السياحة
خاصة أن دبي كانت عازمة على استمرار تشغيل اقتصادها المعتمد على السياحة، والمسؤولون لديها لا يشعرون بالانزعاج من التقارير الصحفية السلبية، وواثقون من أن مستويات الامتثال لاحتياطات كوفيد-19 حتى الآن متوافقة مع التوقعات، حسب قولهم.
إذ يقول هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، لشبكة CNN: “نتعامل مع الأمور بطريقة مدروسة للغاية، ولكن فلسفتنا هي ضرورة الاستمرار في العمل خلال الجائحة”، مضيفاً أنهم إذا طلبوا من الجميع تغيير سلوكهم بنسبة 100%، فمن المستبعد أن يمتثلوا بالكامل. ولذلك فقد طالبوا الناس بتعديل سلوكهم، وأن يتعلموا العيش في الوضع الجديد الذي أصبح طبيعياً، وقد امتثل الناس لذلك، كما يقول.
المري ذكر أن تصرفات “قلة من السياح” لا يجوز أن تشوه سمعة دبي التي يرتدي الناس في شوارعها الكمامات. وإذا لم يرتد أحدهم الكمامة، فلن تكون السلطات هي مَن تطلب منه ارتداءها، بل أحد المارة، لأن هذه هي الطريقة التي تعلمنا العيش بها في عصر كورونا.

تضاعف أعداد الإصابات
يشار إلى أن إصابات كورونا اليوم في الإمارات تضاعفت ثلاث مرات في حوالي ستة أسابيع فقط، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ إلى حد تسجيل أكثر من 4000 حالة يومياً، ما تسبب في زيادة الضغط على المستشفيات بشكل واضح.
فقد شهدت الإمارات خلال شهر يناير/كانون الثاني 2021 ارتفاعاً في أعداد الحالات من 80 ألفاً إلى أكثر من 290 ألفاً، إلا أن بعض الخبراء يقولون إن السياح ليسوا هم المسؤولين بالضرورة عن هذا الارتفاع “الكبير” في أعداد الحالات.
حيث إن حوالي 85% من سكان دبي من المغتربين، وكثير منهم إما زاروا بلدانهم في ديسمبر/كانون الثاني 2020 أو شاركوا في الاحتفالات المحلية بعيد الميلاد أو رأس السنة الجديدة تعويضاً عن رحلات العودة الملغاة لرؤية عائلاتهم.

الارتفاع المفاجئ لإصابات كورونا كان نتيجة حتمية
من جهتها أشارت سيليا أنتوني، الطبيبة في عيادات أستر في مدينة الشارقة، إلى أن حالات كورونا في الإمارات تراجعت كثيراً في أغسطس/آب 2020، ثم عادت للارتفاع بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستقرت في نوفمبر/تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/كانون الثاني 2020 قبل أن ترتفع بشكل حاد بداية من نهاية العام.
هذا الارتفاع المفاجئ- وفقاً لأنتوني – كان نتيجة حتمية لحركة السكان، بالإضافة إلى أن الأرقام ارتفعت أيضاً نتيجة لزيادة الفحوصات.
في حين يقول أحمد محمد عبدالحميد، خبير الطب الباطني في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال في دبي، إن ارتفاع إصابات كورونا كان سيحدث سواء أُغلقت الحدود أم لا، لأن معظم الدول برأيه تعاني الآن من ارتفاع في أعداد الحالات، وكان العديد يفرض قيوداً مشددة على الدخول، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا الوضع هي الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى والتطعيم؛ فإغلاق الأبواب قد يمنع الناس من الدخول، وليس الفيروس.
يشار إلى أن عام 2021 يعتبر عاماً مهماً لدبي، سواء من منظور اقتصادي أو سياحي. إذ من المقرر أن تستضيف المدينة معرض إكسبو الدولي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد تأجيله لمدة عام بسبب الجائحة. ولذلك يرى البعض ضرورة عدم توقف الخدمات.
من بين المؤيدين لهذا الرأي بعض أصحاب الشركات في دبي، مثل عادل غزاوي، المؤسس المشارك لنادي كوف بيتش، الذي يعتقد أن الانفتاح يحدث تدريجياً، وهو ما سيرسل رسالة مفادها أن دبي آمنة، لكنهم لن يخجلوا من إجراء تعديلات سريعة إذا لزم الأمر، وقد يفرضون إغلاقاً صارماً في لحظة حسب التطورات على الأرض، طبقاً لما أورده.
كانت وكالة أنباء الإمارات الرسمية قد أشارت، الأحد 6 فبراير/شباط 2021، إلى أن حملة التطعيم للوقاية من فيروس كورونا في الإمارات ستقتصر بصفة مؤقتة على المقيمين والمواطنين المسنين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، منوهة إلى أن التغيير المؤقت في سياسة التطعيم جاء عقب الارتفاع الحاد في الإصابات خلال الأسابيع الماضية “للوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم، والتي تساعد في السيطرة على الفيروس”.
تحاول السلطات الإماراتية خلال الفترة من أربعة إلى ستة أسابيع القادمة تطعيم أكبر نسبة من هذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، إلا أنه خلال هذه الفترة يمكن للفئات الأخرى من المجتمع تلقي اللقاح بعد حجز موعد مسبق في مراكز التطعيم المتوفرة في الدولة، كما ذكرت الوكالة الإماراتية.