وقفة وطن و سدانة المحراب

24 يوليو 2022
وقفة وطن و سدانة المحراب

الدكتور نعيم الملكاوي

في كل صباح يوم يفيق السدنة ويبدأ اللهاث على سدانة المحراب، موالي لهذا الصرح الخالد، فقصي بن كلابٍ يتوسطه وعبد الدار يحرسه وشيبة الاوقص يزينه جودا ورب العرش كافله محراباً يذود عنه الاسيادُ ولم يهنوا، و ها هم أحفاد شيبة باقون على عهدهم المقدس ….

و في مكان آخر و زمان مختلف يقوم على المواخير رعاة احترفوا حمل الحقائب و البشاكير الجديدة ، قوم ليسوا أمناء على انفسهم فكيف اصبحوا سدنة أوطان و بلدان و دُفعت لهم الراية ، و لو ملكت تلك الراية لسانا و بيانا لعبرت بكل لغات الدنيا أنها لحملتها كارهة و منهم براء .
تفسدون كل جميل و تنهبون المتاح وغير المتاح وتعبثون بأركانِ وطنٍ عمره بعمر الدهر ، صدقوني و نحن نعرفكم و ما انتم الا رهط من قراصنة بحر أو مماليك بحر ،و كبيركم طالح و صالحكم غائب،  وما أنتم وآباؤكم الا فتيان برج على فتات تقتانون فسادا و غيثكم عيث أذل العباد و أهلك أهل الدار و الأساس .
انتم يا مجموعات ال Comprador classes يا ممثلي الخارج بالداخل ، يا صدى نهيق الغرب في الشرق ، يا دعاة الحرية اللقيطة و الحريات المنقوصة المقصوصة ، و يا وكلاء الخواجا ، يا أهل الدفاع المرتد و المرافعات المُعلبة المشتراة من أسواق النخاسة و التياسة، يا خراصين الذاريات و فئران زواريب السفارات وبقايا الحجرات و أكثركم لا يعقلون ، يا حملة الملفات المشبوهة بالألوان القزحية ، يا كتبة الأعمدة المتهاوية يا مرددين أناشيد البغي و دعاة تحرير الخصور و النحور .
نحن خلعنا عصور الجهل و الظلام وطريقنا ألفنا علاماته و تعرجاته و هو ألفنا من كثرة السقوط و القيام على ثراه الأثير و عهدنا قد أشرف ترونه بعيداً ونراه قريبا ، بدأ الصحو يطرق ابوابنا المؤصدة والوعي يعتلي افكارنا الحبيسة، أما انتم فغبار طريقٍ شارفت نهاياته و انقشعت ذراته فلكل ليل صباح و لكل عزاء نواح .
يا شعب الوعي الأمتن كفانا صمتا و مداهنة كفانا طيبة و مراهنة، أما آن الأوان  لنفض غبار السنين  بلى ورب السبعين  .
أما أنت يا سلطان السلاطين يا حر يا أمين ألا تسمع الانين!!!!! ثلة من المنتفعين لا تسمع إلا منهم … فيحجبون عنك الصوت الحزين ويصنعون لك من الوهم طين فلا بناءٌ منهم يرجى ولا تسنيم ، إلا حجارة من سجيل ترمى على رؤوس القوم الآمنين وكل من حولك يقول لك مولاي الكل تكميل .